الأحد، 13 ديسمبر 2009

الفتاة التي لم تكن موجودة في الحقيقة!


Le Bar aux Folies-Bergère -1882



كما تشاهدون لاتبدو الشابة المليئة بالجمال سعيدة في هذا المكان! رغم أنّ المكان مليء بما لذّ وطاب من ملذّات باريس ومجتمعاتها الغارقة في هذه اللوحة التي رسمها إدوار مانيه قبل وفاته بعام سرّ ألا وهو المرآة الموجودة خلف الشابة ولو تلاحظون لاتبدو المرآة صادقة فماهو موجود لاتبدو مرآة رغم ظرورة ذلك! , المرآة لم تعكس الشابة بل فتاة أخرى تلبّي رغبات زبون آخر ! وأناس وزحام وضجيج السؤال أين اختفت الشابة الجميلة من المرآة؟ بدى وكأنّ مانيه يريد أن ينقل لنا شعور الفتاة لم تكن تحسّ بماحولها ولم تكن تبالي بأحد عدى عملها كأنّها غير سعيدة غارقة بمايكفي بهمومها ولايعنيها شيء لذلك بدت وكأنّها لم تكن موجودة بالملهى فقد كانت مجرّد أداة تعمل ومانيه عبّر عن ذلك بواسطة المرآة ,وأيضا لندقّق في ملامح الفتاة وملامح الأشخاص خلف المرآة لاتبدو ملامحهم مرتّبة أو جميلة أو حتّى بشريّة بعكس الشابة! لطالما اختلفت الأوجه التي كان يرسمها مانيه نلاحظ أنّه يرسم بورتريهات ذات ملامح جميلة تارة وذات ملامح جامده أشبه بالدمى تارة أخرى ! وكأنّ لنظرته للشخص المرسوم علاقة بذلك أو نفسيّته وطبعا ربّما أخذ ذلك من فيلاسكيز وغويا الاسبان الذين كانوا يفعلون ذلك مرّات عدّة بالبورتريهات وهاهنا نشاهد مانيه يرسم الفتاة بجمال ويرسم البقيّة بملامح باهته أو ساخرة, طبعا هذه الفتاة تذكّرنا بفتيات الملاهي الليليّة اللاتي يعملن بهذا المجال ليكملن دراستهنّ! .

هناك تعليقان (2):

  1. اممممـ أولاً شكرا على المدونة الجميلة
    أنا سعيدة لأنني اكتشفت شيئا جميلا جدا وعدت نفسي به حال انتهاء موسم الإختبارات
    هكذا الأشياء الجميلة لاتظهر إلا في هذا الموسم اللعين

    مارأيك في من يرى أن المرآة كانت صادقة وعكست واقع الصورة بشكلٍ منطقي و واقعي ؟ بعكس ماترى
    الجزء الحقيقي من الصورة لايُظهر إلا الفتاة و الطاولة فقط , ومن خلال المرآة ظهرت الطاولة و ظهر الفتاة و الرجل الذي يقف أمامها و الجمهور الذي يقف خلفه
    و هذا غير مختلف أو على الاقل لا يمكن أن نقول أنه مختلف لأن الصورة الحقيقية (بلا مرآة) كانت في حدود الطاولة فقط و بدا أن المرآة قد أظهرت الجزء الأكبر

    ربما لذلك فلسفة ما , قد أعود لأكتبها بعد أن تترتب
    هذا كله بعد أن أسمع رأيك .

    سماء

    ردحذف
  2. حيّاك ياسماء .

    مايجعلنا نشكّ بعدم مصداقيّة المرآة هي هيئة الفتاة الافتراضيّة ,عندما تكون معكوسة على المرآة. الفتاة الموجودة بالمرآة لاتشبهها , ملامحها لاتليق بمضيفة تجيب زبونا يضع على رأسه قبّعة فخمة! . أقرب تفسير هو أنّ المرآة عكست الشكل الخارجيّ للمكان في حين كانت ملامح الفتاة الحقيقيّة تمثّل شعورها الداخليّ . كانت غير سعيدة وغير راضية لكنّها تبدو من الخارج (والمرآة) سعيدة . ولو أردنا التدقيق هنالك احتمال آخر ! , الفتاة لم تنعكس على المرآة! كونها كانت موجودة وغير موجودة! .

    أمامنا احتمالين, واللوحة رسمها فنّان يهوى التلاعب بالملامح والأوجه وبشكلٍ غريب , وكأنّه يقلّد فرانشيسكو غويا _ فقد كان معجبا به_ .

    سررت كثيرا بمجيئك وسأسرّ بمجيئك أيضا.

    ردحذف