الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

الموت المسافر عبر الطريق السريع

و أنا عائد من دوامي ،فجأة اصطدمت سيّارة مجهولة بالطرف الأيمن لسيّارتي ، لأخرج عن مسار الطريق السريع ويا لهول ما رأيت ، رأيت الموت يلاعب سيّارتي ويرعبني ،أراد أن يخيفني فوجّهني صوب شاحنة كدت أن أدخل تحتها! لأحاول الهرب منه يساراً ، لكن الموت أحكم قبضته على سيّارتي فكان يوجّهها بعنف صوب اليمين وصوب اليسار أحسست وكأنّه جاثمٌ فوقي! إلى أن كسر زجاج النوافذالجانبيّة ، شعرت بأن يديه دخلت محاولة إحكام قبضتها على عنقي ، لم أستطع شيئا حينهاإلا الدعاء ثمّ الدعاء لم أتذكّر تلك الأيّام التي مضت ، في الحقيقة كان ذهني مشغولا بتخيّل الشكل النهائي للحادث, كيف ستكون نهايتي ؟ ومن هو أوّل شخصٍ سيعرفني وأنا ملقى على الطريق؟ لكن رحمة ربّي شاءت أن ترتطم السيّارة بقوّة بالحاجزالإسمنتي بسلام! أقول بسلام فرحمة الله شاءت ألا تصطدم سيّارة أخرى بسيارتي لتوقّع على الفصل الأخير من حياتي توقّفت فجأة ورأيت الشاحنة تمضي بعيدا شعرت بأنّها اصطدمت بالموت وأبعدته فرحت كثيرا وأنا أرى نهاية الموت بعيدا عنّيخيّل لي أنّه مات ولكنّ الموت لايموت!
التقطت هاتفيّ النقّال لم يمهلني الوقت اتّصل بي أحدهم كان مارا بالقرب منّي عارضا مساعدته بعد أن شرع بعودته إليّ قلت بهدوء مُتعب:" تعال الله لايهينك سوّيت حادث"
قالوا لي:"وين اللي صدمك من ورى؟"أجبت بلااكتراث:"ماشفته والله ماشفت وبصراحه ماذكر إلا التريله ف وجهي وبغيت أدخل تحتها بس فكّني الله" كان منظر الحادث بشعا والأبشع نظرات الأشخاص الذين كانوا يخفّفون السرعة ليروا ماذا حلّ بصاحب تلك السيّارة الملقاة على الطريق السريع العائد من دوامي ودواماتهم شعرت بالمرارة كون سيرة ذلك الحادث سيكون أحد الأطباق المثيرة على مائدة غدائهم!,كانت الشمس قريبة وكأنّها قاتربت ايضا لترى الحادث! وكان الوقت يسير ببطء كأنّه خفّف من سرعته ليرى مايحدث!
كان منظر السيّارة يبعث على الأسى في نفسي كم من الوقت ساحتاج لأعيدها هيّئتها الأولى؟ وماذا سأقول لأهلي الذين وعدتهم بالقدوم خلال يومين؟؟ كنت أفكّر أين ساتركها وماذا سأختلق من أعذار لألقي بها إلى أسماع أهلي علّهم يعذرون تأخّري وقلت لهم:طصار حادث على خوّيي وعطيته سيّارتي!" لم يعرفوا بأنّي أنا الصديق الذي تعرّض لحادث وأنّ صديقي هو أنا الذي أعطاني سيّارته مؤقّتا لأكمّل مايجب عليّ إكماله
ذهبت إلى محلّ التشليح البعيد لأبحث عن القطع التي أحتاجها دخلت المحلّ لم يكن إلا مقبرة للسيّارات كنت أبحث عن ماأريد وأنا أرى تلك السيّارات وأرى أطياف أصحابها الذين ربّما اختفى بعضهم إلى الأبد أتخيّل فرحتهم الأولى بها وحسرتهم الأخيرة عليها إن كانوا لايزالون أحياء!,وأثناء تجوالي رأيت سيّارة تشبه سيّارتي اقتربت لأرى بأمّ عيني آثار مخالب الموت التي كانت تمسك بها وتلعب بها قبل أن تهشم الزجاج الجانبيّ وتحكم قبضتها على صاحبها! تذكّرت ماحدث لي أحسست وكأنّ الموت يمرّ كثيرا ويتذكّر أين صادف تلك السيّارات بالطريق لم أستطع أن آخذ شيئا من تلك السيّارة الموسومة بمخالب الموت نفسه خفت كثيرا وخرجت من المكان وأنا أحمد الله على لأنّ طيفي لم يكن موجودا في ذلك المكان

هناك تعليقان (2):

  1. (وكان الوقت يسير ببطء كأنّه خفّف من سرعته ليرى مايحدث!)

    اي تشبيه هذا!!
    الحمدلله ع السلامة .. متابعة لـ ثرثرتك عزيز .

    ردحذف
  2. تسلم روحك يارب
    وكثير كثير أتشرّف بمتابعتك اختي

    ردحذف