الاثنين، 3 مايو 2010

إلى كلّ من يشجّع قلبي.

الجزء الأوّل_
وربّما لاثانيَ له!.
أعني برشلونة _قلبي_.
بالأمس لم يكن إلا يومٍ يشبه ماسبقته من أيّام حدثت قبل مجيء لابورتا إعدتُ على مثل هذه الأجواء المُحزنة.
أنام ملئ عيوني عن شواردها*** ويسهر القوم جرّاءها ويختصم
"المتنبّي"
لطالما تمّ الاستشهاد بهذا البيت من قبل كاتبٍ أو شاعرٍ يحاول أن يقولها لنفسه وكم كانت سخريتي كبيرة بالفعل إذ أنّ البيت لايحقّ لأحدٍ أن يكون ملائما له إلا قائله ,لكن بالأمس لم أجد أحدهم تحدّث عن بطلٍ غاب لسنين طويلة وعاد للنهائيّ بعد انقطاع 35 سنة تقريبا!. كان هنالك لاعبون رائعون حقّا:زانيتي,سنايدر ,موتا,مايكون,سيزار, إلا أنّ كلّ ذلك غاب ,كان هنالك مدرّب اندفع بقوّة ويهو يحتفل تمام كما فعل مدرّب كرواتيا الشاب لكنّه كان أكثر مبالغة ومع ذلك لم توجد إلا صورٌ هنا وهناك لهذا الاحتفال عند توقيع بضعٍ من الأعضاء لم يتحدّث أحدهم عن شيء إلا سقوط برشلونة _قلبي_ , كان الحدث مهيبا وغريبا الكلّ احتفل بسقوط القوّة العظمى لبرشلونة .فاز عليه فريقٌ لم يحقّق طوال تاريخه ماحقّقه برشلونة في سنين قليلة؛فقد كان برشلونة ظاهرة العصر فعلا ولاأؤمن بالأرقام كثيرا فهي خادعة وإلا لقنا بأنّ لاعبا بالكاد يتجاوز الـ 23 من عمره وهو "بيكيه" أحرز دوري الأبطال مرّتين مثل ماحقّقه الفريق الفائز ! .أعجبتني ثقافة الخسارة لدى الانجليز ورغم سيطرتهم على الكرة وعالما بشكلٍ واضح لم يظهروا أيّ ندمٍ (غير متّزن) جرّاء هزيمتم يوما - وهذا ماأتمنّاه لبرشلونة _قلبي_ أن يفعلوه .
الكلّ أصبح يتحدّث عن "الكتناشو" وهم يقولون :بأنّها صائدة البطولات بالرغم من أنّها خسرت أكثر مما كسبت! والحقّ يقال لم تكن تلك الأشياء كتناشو . انشيلوتّي حصل على دوري الأبطال مرّتين وقالوا:انّها الكتناشو ! , وليبي وكابيللو وصلوا إليها 3 مرّات وقالوا:الكتناشو ! بالواقع الكتناشو كانت قد ماتت ودفنت هناك في لشبونه على يد جوك ستين مدرّب سيلتيك(الفريق الهجوميّ وقتئذٍ) بمعيّة أبناء ضاحية الـ "سيلتيك بارك" الفقيرة ,عندما هزمت الكتناشو العظيمة قال هيلينو هيريرا معترفا بهزيمته (وهومخترع الكتناشو ) : "انّه انتصار لكرة القدم" . منذاك والناس في ايطاليا تبكي عليها وهي تتوهّمها في كلّ مكان عندما يفوز فريقٌ ايطالي يقولون:الكتناشو! , بالواقع لم يكن إلا شبحا للكتناشو نفسها! . وعلى مرّ السنين أصبحت الناس ترى شبح الكتناشو يتبدّى عند كلّ بطولة لها علاقة للطليان بالرغم من أنّها ماتت فعلا لكن الآن أصبحوا فعلا متأكّدين من بعثها من جديد! فقد ظهرت على يد رجل هولندي _وطبعا هم روّاد الكرة الهجوميّة وقاهروا الكتناشو ثلاث مرّات_ واسمه "هيدينك" لم يتحدّث أحدٌ عن فوزه بدوري الأبطال مع آيندهوفن بل بالكاد يعرف أحدٌ ذلك! ,الكلّ يتحدّث عن مباراته العظيمة والتي أوقف بها برشلونة العظيم لدرجة أنّها كانت سببا لشهرته أكثر من أيّ وقتٍ مضى وبدأ الكلّ يقلّده وعندما قام فريق الأمس وطبّق مافعله ونجح بالاجتياز أصبحوا يتغنّون بالكتناشو والتي وبلا شكّ عادت من جديد هذه المرّة بشكلٍ حقيقيّ . ألهذه الدرجة باتت قضيّة هزيمة برشلونة كبيرة للغاية؟! , أعرف العشق الايطالي أعرف جمال عاطفتهم وهم يتغنّون بكرتهم الدفاعيّة ويقلّلون من قدر الكرة الهجوميّة _بالرغم من أنّهم يتغنّون بروما بسبب كرته الهجوميّة!_ . لم يجدوا أعظم من أرض الكامب نو كساحة أسطوريّة للحديث عن أساطير الماضي لاشكّ إنّ هذا بسبب عظم قدر ذلك المكان لم يكن أحدٌ يتحدّث كثيرا عن مافعله بنتيز في نفس المكان ولامافعله فيرغسون وكلّهم كانوا بالأمس لكنّهم الانجليز !.
عندما يتحدّث الكثير عن السداسيّة _أعني سداسيّة البرشا ضدّ الريال_ لاشكّ أنّ السبب في عظم قدر ذلك الانتصار هو ماركة ريال مدريد العدوّ اللدود الكلّ يتحدّث عن اخفاقاته لأنّه ريال مدريد طبعا _ أقولها وأعترف رغم أنّي لاأجيد التشجيع إلا بالكاتالونيّة _ .
حدث الهزيمة غيّب شمس أمور عدّة يجب أن يذكرها التاريخ وهي:
1- روبن وسنايدر خروجوا من البيرنابو حزينين اليوم عادوا وهم فخورين لأنّهم أوصلوا أنديتهم لهذا النهائيّ وسيعرف البرنابو كم كان مخطئا في حقّهم!
2- بالنهائيّ قد تتوّج مسيرة رجلٍ عظيم وهو زانيتي بعد مسيرة خرافيّة قليلة البطولات _لولا السنين الأخيرة_
3- الفريق الفائز وبعد جهد رئيسه الرائع موراتي وصل للنهائيّ الحلم بعد غيابهم 35 عاما تقريبا
"نحاول ملكا أو نموت فنعذرا"
"أمرؤ القيس"
خمس سنوات بطولتين ونصف نهائيين ولازال السعيّ مستمرّا يابرشلونة.
فللموت خيرٌ للفتى من قعوده*** فقيرا ومن مولى تدبّ عقاربه
ولم أرَ مثل الهمّ ضاجعه الفتى *** ولاكسواد الليل أخفق طالبه
"أبو النشناش النهشلي"
طالما البرشا يصل دائما بعيدا فهو بخير أكثر من غيره هو يصل؟ إذا هو موجود."سلفادور دالي"حيث جنّة الفنّ - فجنّة الكرة أقرّها بإيطاليا فعلا.شجّعت برشلونة _قلبي_ منذ 1994م ولم أكن أشمّ رائحة نهائيّ دوري الأبطال إلا قليلا قليلا لذلك أدرك الآن بأنّ برشلونة بخير وأدرك تماما معنى أن تكون هزيمته بطولة كبرى مهما كَبر قدر الفائز . روبن قازان لن ينسى أحدٌ بأنّه فاز على برشلونة بالكامب نو (1-2) . فحقّ لي أن أهتفّ لبرشلونة .