الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

عندما تتفتّح الزهور


Try looking at tomorrow not yesterday*


.


في خريف احدى أعوام الحرب العالميّة الثانيّة وفي احدى قرى ايطاليا قام ماركو بتوديع زوجته وابنته الغاليه لوليتا التي لم تجد سببا لارتداء أبيها ذلك اللبس المموّه وهو يودّعهم كانت تقف خلف أمّها وهي تائهة بأفكارها الطفوليّة التي لم تدرك بعد معنى الحرب والفراق كيف لأبٍ رحيم أن يرحل ويترك عائلته إلى ذلك الشيء المسمّى بالحرب؟! أراد ماركو عناق لوليتا التي امتنعت غضبا , أخفى ماركو حسرته وجذبها إليه وقال:" يابنيتي ألا تريدين زرع قبلة على خد والدك قبل أن يرحل" قبّلته الطفلة الصغيرة وهي تقول :" أرجوك لاتذهب يابابا" يجيب ماركو :"عزيزتي هل ترين والد جيراننا أنطونيو أيضا ذاهب ويجب أن أكون معه عندما تكبرين سأحكي لك حكايات كثيرة وسأقول لك كلّ شيء حدث في رحلتي" وأضاف:" عزيزتي هل ترين القبلة التي زرعتيها على خدي سأحرص على أن أسقيها كي تنمو الأزهار عليها" !ابتسمت الطفلة لوليتا أعجبتها الصورة أحسّت فعلا أنّ ذلك ممكن أن يحدث وكيف أنها ستكون في غاية السعادة عندما يعود والدها محمّلا بالحكايا ومعه القبلة التي نمت كزهرة ربيعيّة يزيّنها الندى عانقته وهي تقول:" متى ستعود يابابا "أجاب ماركو:" نحن الآن في الخريف بنيتي هل ترين ذلك المكان الذي اعتدنا أن نعتني بأزهاره؟ الآن لاتوجد أزهار متفتحه بسبب الخريف لكنّي سأعود عندما تتفتح الزهور لنعتني بها"فقالت لوليتا:"ستعود عندما تتفتح الزهور يابابا فعلا؟"قال :" نعم انتظري تفتحها وسأعود" عانقته وودّعته وفي فمه ابتسامة أمل وعانق زوجته وفي فمه ابتسامة رجاء ودعوى فهو يعلم أنّ الكلمات التي قيلت لإبنته لاتناسب أن تقال لزوجته فآثر الدعاوي مثلها ذهب ماركو طبعا برفقة الفيلق الايطالي الذي كان يشارك القوّات الألمانيّة في حملته على روسيا بالجبهة الجنوبيّة ,لم يكن وجودهم بالواقع إلا شكلا من أشكال الصداقة السياسيّة الباهتة كان هنالك هنغار وبلغار كذلك ذهبوا كلّهم مع الملايين من جنود الألمان ذهبوا إلى حيث لاتعرف لوليتا لقد وصلوا إلى ستالينغراد تلك المدينة التي تحمل اسم معركة التهمت الكثير الكثير من الجنود الضعفاء كان هنالك بردٌ يمزّق الدفء ويشعل الأجساد بردا كانت شبح الموت نفسه يعاني البرد لم يكن يستطيع انهاء حياةٍ أحدهم إلا بعد أن يتعذّب طويلا بالبرد! طبعا وهناك في ايطاليا بعيدا ظلّت لوليتا تطلّ من النافذة لترى تلك الزهور تنتظر أن تتفتّح الزهور, كان خيال أبيها يحوم في ذلك المكان برفقتها كانت تنفخ على زجاج النافذة لترسم زهرة متفتّحة! وكأنّها تقول:"هاهي تفتّحت الزهور يابابا" وفي الربيع فعلا تفتّحت الزهور انتظرت لوليتا طويلا عند الباب ومن ثمّ اقتربت من تلك الزهور ومعها محفرتها البسيطة التي تنسّق بها حدود بيت الزهور تنتظر أباها كانت معها اثنتين منها على أمل قدوم أبيا هل لكن ماركو لم ياتي؟ونامت الزهور ونامت لوليتا وهي تقول في نفسها:هل كذب بابا؟" وعادت وتفتّحت الزهور من جديد ولم يأتي ماركو والدها فقالت لأمّها:"ماما أبي لايحبّني لقد وعدني وهاهي الزهور تفتّحت ولم يأتِ لقد كذب بابا" قالتها والدموع تخرج من نافذة العين التي كانت صافية كالزجاج قالت والدتها وهي تضمّها :"لوليتا عزيزتي أبوك لايكذب وهو صادقٌ عندما يكذب!" كانت تلك الكلمات مبهمة بعض الشيء واعتبرتها لوليتا مثل حكاية الزهرة التي ستنمو على خدّ أبيها من بذرة قبلتها وعاااااد أنطونيو ! , قالت لوليتا:"ماما عاد العمّ أنطونيو أين بابا" حبست الأُم دموعها وقالت:" لم يأتِ بعد يابنيّتي" رفضت لوليتا تصديق ذلك وركضت بعيدا وهي تبكي وتقول في نفسها:" تفتّحت الزهور ولم ياتِ بابا وعاد أنطونيو ولم يأتِ بابا لماذا رحل معه ولم يأتِ معه هو لايحبّ ابنته مثل أنطونيو"ومرّت السنين ولوليتا تعتني بتلك الزهور وترقب تفتّحها بعد كلّ شتاء كانت تلك عادتها كان ذلك يذكّرها بأبيها على الأقل كان يأتي بطيفٍ يشبهه كثيرا مرّة بالعام كان ذلك يكفيها لتحسّ بحنان والدها العزيز , إلى أن تزوّجت ولازالت على عادتها الطفوليّة وهذه المرّة برفقة ابنتها الجميلة أوليفيا كانت أوليفيا تلعب وهي تقترب من أمّها وتلامس بطنها المنتفخ بالحياة كان الفصل خريفا وكانت لوليتا تقريبا في بدايات الحمل قالت أوليفيا وهي تداعب بطن أمّها وترسم ابتسامة طفوليّة مكوّنة من نقطتين العين وقوس ابتسامة تشبه تقوّس قوس قزح وهي تقول:" ماما قلتِ لي سيكون لديّ أخ متى سيأتي ياماما؟" أجابت لوليتا والدمعة تترقرق وهي تتذكّر كلمات أمّها الراحلة والدموع تترقرق من عينها :"لوليتا عزيزتي أبوك لايكذب وهو صادقٌ عندما يكذب!" وقالت :" سيأتينا ماركو العزيز عندما تتفتّح الزهور عندها ستزرعين قبلتك على خدّه"صدقت والدتها لم يكن والدها يكذب



* من أغنية: VIVERE
دويتو : ANDREA BOCELLI وLAURA PAUSINI
الكلمات الأصلية : GERARDINA TROVATO
الكلمات الانجليزيّة : EUGENIO ANASTASIO
الصورة :Bioray








الأحد، 27 ديسمبر 2009

dorset jetty ii*


إلى هنا غرقت , برفقة 50 رسالة مرحلة جميلة بكلّ الأجواء الآن أستمتع بغروب هذه المرحلة بانتظار شروق مرحلة أخرى .
by:Antony Spencer

السبت، 26 ديسمبر 2009

_10_

أخيرا, قصصت تذكرتي وحمّلت أمتعتي على متن سيّارتي المشحونة وطبعا أفرغت قلبي من هموم الرحلة وحمّلتها هي الأخرى مع أمتعتي!

مفكّر أكثر من كونه فنّان



حسنا قد تبدو هذه الموناليزا لكنّها رسمت بداية القرن العشرين وهي للفنّان الفرنسي Marcel Duchamp 1887-1968 , ربّما أفضل طريقة لبدء الحديث عنه هي تناول نهايته عندما توفّي هذا الفنّان لم تتنازل إلا صحيفة فرنسيّة واحدة بنشر الخبر وبشكلٍ هامشيّ عن وفات فنّان فرنسي يعيش في أمريكا في الوقت الذي كانت أغلب الصحف الأمريكيّة تعنون الخبر في صفحتها الأولى وتعظّم قدره!,لم يجد هذا الفنّان مكانا له في فرنسا فقد كان هذا الفنّان المشاكس بأفكاره غير مقبول فيها لذلك اضطرّ للرحيل إلى الولايات المتحدة حيث وجد كلّ الاحتفاء ,كان يحمل بعض الأفكار الغريبة والشاذة فلوحته التي تشبه الموناليزا _تسمّى "الملعونة"_ والتي أضاف عليها الشاربين كانت بمثابة معارضة صريحة للفنّ الكلاسيكيّ التقليديّ وسخرية من النقّاد الذين صالوا وجالوا في تفسير هذه الابتسامة وعلى كلّ حال لم يكتفي الفنّان بالسخرية من أعظم لوحة بتاريخ الفنّ بل سخر من الفنّ نفسه بان صنع مرحاضا كقطعة فنيّة! كان يريد أن يوحي بانّ الأشياء توحي بالفنّ دون الالتفات لماهيّتها ومكوّناتها الفنّ نصّ مجسّم وهذا مافعله دوشامب كثيرا ,كان متصلّبا في رأيه كعادة أغلب الفنّانين المُحْدثين , دوشامب رسم لوحاتٍ تشبه لوحات ماتيس كما بصورة والده ورسم بطريقة تكعيبيّة متقنة بالفعل وعاد ليرسم بطريقة سيرياليّة معبّرة جميلة ومن ثمّ رسم لوحة كلاسيكيّة وأضاف عليها لمسته الساخرة وكذلك الأشكال الهندسيّة أضاف عليها لمساته لتكون قطعة فنيّة ولوحات لاتبدو كاللوحات أشياء كثيرة خاضها دوشان ليخلق منها قطعا فنيّة كلّ ذلك كان بطريقة سيرياليّة غريبة من منبع اللاوعي , بالواقع لم يكن دوشامب ذو طابع فنّي معيّن أو رائدا في مجالٍ جديد بل خاض أغلب تلك الأمور وصنع أعمالا عنها إذ أنّه على مايبدو كان أوسع من أنّ يكون رسّاما أو نحّاتا ذو طابع خاص وبصراحة أجده مفكّر فنّي وعالم فنّ يملك أعمالا فنيّة أكثر من كونه فنّانا مبدعا ولاعجب إن وصفه مؤسّس السيرياليّة أندريه بريتون بـ " منارة السيرياليّة" وأجد أن ذلك يعني أفكاره إليكم رابط لرؤية بعض أعماله هنا
عندما أشاهد أعماله لاأشعر بالارتياح لأنّها تحسّسني بشعوره الناقم لتجاهله التام في فرنسا وكأنّه كان يريد أن يثبت أنّه قادر على خوض كلّ لون ونهج ليخرج لنا بتعريف مبسّط لمعنى الفنّ.

الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

أشياء بعثت من جديد

لماذا لاأستطيع أن ألقي بالذكريات خلف ظهريّ عندما أتيت لنقل أمتعتي بدأت أفتّش بالجيوب والزوايا لأجد الكثير من الأشياء التي لم تكن تعنيني شيئا لدرجة أنّني لم أفكّر يوما أنّني سأجدها ثانية ولم يكن ذلك يهمنّي لكن الآن وبشكلٍ مفاجئ بدأت ألتقط تلك الأشياء وألملمها أشعر بالحنين اتّجاهها لأنّني سأفارقها وحزينٌ على ذلك! يالله كم نحنُ غرباء أشياء لم تكن تعنينا لكنّها باتت كذلك بسبب الرحيل أو لأنّها ستكون بطبيعة الحال جزءٌ من ذكريات , ماهي الروح التي تُبثّ بالأشياء فتتحوّل من أشياء تافهة لأشياء لها ذكريات نعتبرها جميلة وهي لم تكن شيئا!
آه ورقة كُتبت عليها ملاحظات يوميّة عابرة الآن أقرأها برفق وتمعّن!
تركت غرفتي فارغة لكن غرفة ذكرياتي امتلأت

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

حيّ المنازل والأطلال

حيّ المنازل رسمها الذاري بقايا أزمنه
ماغير فيها هالصدى صوت اجودي ردّ السلام !
بير الأمل عاطل بعذره مالقى من يضمنه
ملّت يدين الناس تدلي بصبرها من عام وعام
عامود خيمه مايل ومتروك يامن يوزنه
كنّه بكى ومال وتذكّر ناس يحيون الخيام
كم طير جاها وشاف جنحان المحبّه تفتنه
وهناك طير منتثر ريشه بكى ذكرى الهيام
مدري الغيوم عيون تبكي من جفاف الأمكنه
طيّب بكت ..! وين اليدين اللي تواسي يالغمام ؟!
شفت الربيع وبصمته باحدى الزوايا بسوسنه
والله وشفت السوسنه رمزٍ لبقايا من وئام
كانت هنا قصّه حَيَت باحلامها متلوّنه
والله وصارت قصةٍ تغتالها بنت الظلام
ثغر المكان يقول : ياماكان حلم وغيدنه
وْعيني تقول : الكان بعده واهيٍ مثل الحطام !!
اطلالها تسمع شكاويها ومن دون ألسنه
ياكثر ما شفنا رسوم الأمكنه مثل الكلام
مدري لْمَعَت في داجي الظلما عيون وسلطنه
حول الحياة اللي ارتمت مستسلمه وسط الزحام
كم واحدٍ جاها وتركها ناسيٍ من كم سنه
ماغير لحظتها رثتها لفتةٍ فيها خصام.
حيّ الملامح رسمها فيني بقايا محزنه
مثل الديار اللي هجرها احبابها بعد الغرام !
افراحها لو عندها بالحيل بيّنه
أو ميّته حتى رثتها بنت سموها ابتسام ! .
.

الأحد، 20 ديسمبر 2009

_9_




بالأمس برشلونة _قلبي_ فاز على استوديانتس بهدفين لهدف وسداسيّة تاريخيّة وتأكيد على أنّ 2009 من أجمل أعوامي وطبعا كونه من أجمل أعوام البرشا, عاد برشلونة رغما عن الحكم ورغما عن تقدّم الخصم ورغما عن كلّ شيء عاد وأخذ كلّ شيء وبكى غوارديولا فرحا وفرحة مابعدها فرحة

السبت، 19 ديسمبر 2009

_8_

وأخيرا انسلخ يوم أمس منّي بكلّ مايحمله من تعب ومرض,بالكاد أجد شيئا لأكتبه إلا عن رغبتي بكتابة شيءٍ ما , الآن أفكّر في فكرة جنونيّة كيف أنّنا قد نقرأ الفراغ في يومٍ ما

الخميس، 17 ديسمبر 2009

in the aquarium*


"في الحوض" , أو بالأحرى حوض الوحدة.

by:brooke shaden

Slumdog Millionaire فكرة حازت على الأوسكار


"المليونير المشرّد"
لن يكفينا أن نقول أن هذا الفيلم تحدّث عن تفاصيل المعاناة للهنود البسطاء لكن علينا أن نشير أن ذلك حدث بعدسة غربيّة لم أكن متحمّسا للفيلم للأمانة لان صورة الأفلام الهنديّة العالقة في بالي لم تكن مشجّعة لكن الفيلم من انتاج بريطاني للمخرج:داني بويل وفوق ذلك كلّه ربح بجائزة الأوسكار 2009م ! شاهدت الفيلم لن أتحدّث عن الأحداث بل عن المخرج ثمّ المخرج ثمّ المخرج الذي كان يلتقط لحظات التفكير أثناء سير برنامج "من سيربح المليون" هنالك مشهدٌ لن أنساه وهي نظرة المتسابق المشرّد لصاحب البرنامج كانت نظرة لاثقة ونظرة أسى ولوم وسؤال يطرح نفسه بحسرة : لماذا لاتريدني أن أربح؟ ,أمّا باقي الأحداث فذلك مايستدعي الإطالة بالكلام أكثر آه يالحرف "b" لكلّ من يشاهد الفيلم او شاهده تذكّر ذلك الحرف جيّدا ولحظاته , أشياء كالحبّ , الجريمة,المال,الفقر , السلطة , كلّ ذلك كان موجودا وتمّ إخراجه بالشكل المؤثّر وعبر ممثّلين عاديين باعتقادي أجادوا الأدوار لأنّهم _ربّما_ سبق وأن رأوا تلك الأحداث, بالنهاية تصوّروا كيف لفيلم يحكي عن برنامج أسبوعيّ ان يحوز على الأوسكار؟ إنّه إظهار الشيء من اللاشيء أو بعث التفاصيل بصورتها الأخرى باختصار انّها الفكرة العظيمة.

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

ثمّة أحدٌ يطرق البال

عندما أبدأ الكتابة وأدخل مرحلة الانسجام أسمع قلبي يقول:"مممممم ثمّة أحدٌ هنا"!
بالطبع اتوقّف عن الكتابة قليلا وأتابع لكن هاجس وجود أحدهم يثير فضولي والشعور بالمراقبة يقيّد شيئا من حروفي , أتابع وأتابع وأتعثّر في طريق تفكيري أوه هنالك أحدٌ فعلا يطرق وهو البال برفق أخبّئ شيئا من من أفكاري وحروفي الفوضويّة ليبدو المكان أكثر ترتيبا فأفتح البال لزائري طبعا أكون قد خبّأت جزءا مما كتبت وفكّرت (":

لاتهتمّ ياعزيزي القارئ سأفتح البال فورا وكأنّني أفتحه لأقرب شخصٍ لي وهو من نبّهني لهذا الأمر لتشاهد كلّ فوضى أفكّر بكتابتها ..

الأحد، 13 ديسمبر 2009

موقف لايُنسى رأيته في كتابٍ لن أنساه


عندما تضيق بي الحلول وأجد نفسيّ في مصيبة لاأجد إلا الدعاوي ملاذ آمن في وجه كلّ مايحاصرني وبنفس الوقت أتذكّر موقف تاريخيّ عندما أتذكّره أجد المشاكل أصغر مما كانت عليه !, عندما احتلّت المانيا فرنسا عام 1940م فرّ الجيش الانجليزي تاركا خله كلّ معدّاته إذ أنّه لم يرد أن يفرّط بحياته أثمن مايملكه! وبعد أن تمّ نقل الجيش وصل للوطن أعزل ! كان ذلك يعني أن أوّل جنديّ المانيّ يطأ انجلترا سيكون الفاتح الأوّل ضاقت السبل والحيل على الانجليز والكلّ تشاءم وبدأ يتخيّل وضع الاحتلال لكن في ذلك الوقت سجّل كتاب المؤرّخ الرائع ريمون كارتيه كلمة لاأنساها لونستون تشرشل ففي احدى صفحات كتاب ريمون "التاريخ الكامل للحرب العالميّة الثانية" وضعت هذه الصورة لتشرشل وتحته كلمته التي يقول فيها:"وانّنا لواثقون من حسن المصير"! ولاأدري لماذا كلّما قلتها وتذكّرتها وجدت الأشياء التي تحاصرني تصغر شيئا فشيئا! , الصورة ,الكلمة ,السيجارة,البندقيّة كلّ ذلك خلق موقفا لاينسى وسجّل في كتابٍ لن أنساه.

الفتاة التي لم تكن موجودة في الحقيقة!


Le Bar aux Folies-Bergère -1882



كما تشاهدون لاتبدو الشابة المليئة بالجمال سعيدة في هذا المكان! رغم أنّ المكان مليء بما لذّ وطاب من ملذّات باريس ومجتمعاتها الغارقة في هذه اللوحة التي رسمها إدوار مانيه قبل وفاته بعام سرّ ألا وهو المرآة الموجودة خلف الشابة ولو تلاحظون لاتبدو المرآة صادقة فماهو موجود لاتبدو مرآة رغم ظرورة ذلك! , المرآة لم تعكس الشابة بل فتاة أخرى تلبّي رغبات زبون آخر ! وأناس وزحام وضجيج السؤال أين اختفت الشابة الجميلة من المرآة؟ بدى وكأنّ مانيه يريد أن ينقل لنا شعور الفتاة لم تكن تحسّ بماحولها ولم تكن تبالي بأحد عدى عملها كأنّها غير سعيدة غارقة بمايكفي بهمومها ولايعنيها شيء لذلك بدت وكأنّها لم تكن موجودة بالملهى فقد كانت مجرّد أداة تعمل ومانيه عبّر عن ذلك بواسطة المرآة ,وأيضا لندقّق في ملامح الفتاة وملامح الأشخاص خلف المرآة لاتبدو ملامحهم مرتّبة أو جميلة أو حتّى بشريّة بعكس الشابة! لطالما اختلفت الأوجه التي كان يرسمها مانيه نلاحظ أنّه يرسم بورتريهات ذات ملامح جميلة تارة وذات ملامح جامده أشبه بالدمى تارة أخرى ! وكأنّ لنظرته للشخص المرسوم علاقة بذلك أو نفسيّته وطبعا ربّما أخذ ذلك من فيلاسكيز وغويا الاسبان الذين كانوا يفعلون ذلك مرّات عدّة بالبورتريهات وهاهنا نشاهد مانيه يرسم الفتاة بجمال ويرسم البقيّة بملامح باهته أو ساخرة, طبعا هذه الفتاة تذكّرنا بفتيات الملاهي الليليّة اللاتي يعملن بهذا المجال ليكملن دراستهنّ! .

الجمعة، 11 ديسمبر 2009

ورقة للقلب وأخرى للروح وأيضا للعقل

كنت بحاجة لمساحة ما أكتب بها ماليس لي علمٌ به روحي لاأعلم الكثير عنها لكنّها كثيرا ماتثرثر بمالاأفهمه ولكنّي أحسّه شعرت أن القلب يريد أن يثرثر والعقل كذلك أراد مساحته لم أسطتع شيئا إلا أن أفتح نافذة أو ورقة ما لأقول اكتبوا عنّي وعن غيري ماتريدون وأنا من السامعين


الآن أفضل وفتحت نافذة مستقلّة لهم.

_7_

ماإن أعلنت كسري للروتين الذي كان يقيّدني كثيرا ولمدّة طويلة إلا وظهرت من أمامي مشكلة أخرى أعاني منها وهي _وبالعاميّ_ "كلّ ماصارت فيه شغلة معيّنة بتجي أبدا أشيل همّها من بدري" لدرجة أنّها تزعج أوقاتي الفارغة ! ,صحوت وأحسست بأنّ صدري مكتظّ بالهموم ,شعورٌ مزعج أن تحسّ بأنّك مشغول وأنت في قمّة فراغك!.

الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

_6_



دينامو كييف vs برشلونة _قلبي_
1-2
ويتأهّل برشلونة لدوري الـ 16 من بطولة دوري الأبطال

خطبة الزعيم الهندي سياتل


خطبة الزعيم الهندي سياتل عام 1854م :
زعيم واشنطن الكبير يقول لي، في رسالته، انه يريد أن يشتري بلادنا، ويقول لي انه صديق، وانه يكن لي مودة عميقة.ما ألطف زعيم واشنطن الكبير، لاسيما انه في غنى عني وعن صداقتي.لكننا سننظر في ما يعرضه زعيم واشنطن الكبير، فنحن نعرف أننا إذا لم نبعه بلادنا فسوف يجيئنا الرجل الأبيض مدججا بسلاحه وينتزعها.(كيف نستطيع أن نبيع أو نشتري السماء ودفء الأرض ؟(ما اغرب هذه الأفكار.كيف نبيع طلاقة الهواء ؟ كيف نبيع حباب الماء ونحن لا نملكها ؟ ( كل شبر من تراب هذه البلاد مقدس عند شعبي و كل خيط من ورق الصنوبر، كل شاطئ رملي، كل مدى من الضباب في غياهب الاحراج، كل حشرة تمتص ما تمتص أو تطن، كله مقدس في ذاكرة شعبي وتجربته مع الحياة.النسغ الذي يسيل في الأشجار يجري بذكريات الإنسان الأحمر، موتى الإنسان الأبيض ينسون مهدهم عندما يمشون بين النجوم. أما موتانا فأبدا لا ينسون الأرض الطيبة لأنها أم الإنسان الأحمر. نحن منها، وهي منا.الأزهار العاطرة أخواتنا. الغزال والحصان والنسر العظيم كلهم أخوتنا. القمم الصخرية ، ندي المروج، ودفء جسد الحصان، كلها من هذه الاسره الواحدة.(وإذن، فحين يقول زعيم واشنطن الكبير انه يريد أن يشتري بلادنا، وانه سيهبنا مطرحا يلمنا، نعيش فيه سعداء، وانه سيكون لنا أبا، وإننا سنكون أبناء له. (لذا، سننظر في ما يعرضه زعيم واشنطن الكبير حول شراء بلدنا، علما بانه عرض لا يطاق، لان أرضنا مقدسة.هذه المياه التي تشع وهي تجري في السواقي والأنهار ليست مياها. إنها دماء أجدادنا. وإذا قررنا أن نبيعك بلادنا فاذكر أنها مقدسة. وقل لابناءك إنها مقدسة. كل طيف يترائي في صفاء مياه البحيرات ينبئك عن ذكريات شعبنا وتاريخه. وما تهمس به المياه هو صوت جدي، هذه الأنهار إخوتنا، إنها تطفئ ظمئنا، وتحمل مراكبنا، وتطعم أطفالنا وإذا قررنا أن نبيعك بلادنا فاذكر وعلم أبناءك إن هذه الأنهار إخوتنا، وعليك أن تحبها كما تحب من ولدته أمك.ينهزم الإنسان الأحمر أمام زحف الإنسان الأبيض مثلما ينقشع ضباب الجبال أمام شمس الصباح. لكننا نرى رماد آبائنا مقدسا، وقبورهم بقيعا مقدسا. وهكذا نرى الهضاب والأشجار، ونعتبر هذه البلاد قسمتنا، ونعرف أن الرجل الأبيض لا يفهمنا تستوي هذه الأرض عنده والأرض المجاورة، لأنه الغريب الذي تسلل في ظلمات الليل فنال من هذه الأرض كل ما تمنى، انه لا يرى الأرض ويتركه وراء ظهره ولا يعبأ. انه يسرق الأرض من أبنائها ولا يعبأ. هذه قبور آبائه ومهاد أبنائه منسية. وها هو ينظر إلى آمه السماء فلا يراها إلا سلعة تسرق أو تباع كالأغنام والخرز، إن جشعه يلتهم الأرض فلا يغادرها الاصحراء..... لا يترك هذا الرجل الأبيض حيث يحل ويرحل شبرا من ارض دون ضجيج. لم يبق لديه مكان لسماع حفيف الأوراق وتفتحها في الربيع، أو لسماع طنين أجنحة الحشرات. ولكن، لربما إنني متوحش، لا افهم. إن الضوضاء تصم الأذنين. وماذا يتبقى للحياة حين يعجز الإنسان عن سماع صرخة طائر السبد، أو يصغي في أعماق الليل لنقاش الضفادع حول البركة.. لكن لربما إنني إنسان احمر، لا افهم.الهنود يفضلون الريح العذب وهي ترمح فوق بركة المياه، ورائحة الريح المعشقة بمطر الظهيرة أو المعطرة برائحة الصنوبر.الهواء عند الإنسان الأحمر ثمين، فكل ما على الأرض يتنفس منه, الحيوان والأشجار والبشر كلهم يتنفسون من نفس واحد. أما الإنسان الأبيض فيبدو انه لا يعرف انه يتنفس، وكأنه رجل مات منذ أيام. كل ما فيه بليد حتى النتانة. ولكن إذا قررنا أن نبيعك بلادنا فاذكر أن الهواء ثمين عندنا، وان روح الهواء تتغلغل في كل من يتنفس منه، إن الريح التي وهبت جدنا الأكبر أول شهيق هي التي استردت منه زفيره الأخير. إن على هذه الريح إن تمنح أبناءنا روح الحياة فإذا بعناك بلادنا ما جعلها حراما، وقدسها كأنها مقام يحج إليه الرجل الأبيض ويتذوق فيه الريح المحلاة بأزهار المروج.وأذن، فسننظر في عرض شرائك بلادنا، وسيكون لنا شرط واحد إذا قبلنا بيعها: أن يعامل الرجل الأبيض حيوانات الأرض كما يعامل إخوته.لربما إنني متوحش ولا افهم، لكنني شاهدت ألف جاموس منتن في البراري قتلها الرجل الأبيض من قطار عابر، لعلي متوحش ولا افهم كيف إن هذا الحصان الحديدي المدخّن أعظم في عينيه من الجاموس الذي لا نقتله إلا لكي نبقى على قيد الحياة.ما الإنسان بدون هذه الحيوانات ؟ إذا انقرضت فسوف يموت من توحش روحه. ما يصيب الحيوانات سرعان ما يصيب البشر، فكل الأشياء متمازجة.لابد أن تعلم أبناءك إن أديم الأرض تحت أقدامهم من رفات أجدادنا. بذلك يحترمون الأرض. علمهم ما علمنا أولادنا إن هذه الأرض أمنا، وان المكروه الذي يصيبها سوف يصيب أبناء الأرض. إذا بصق إنسان على الأرض فإنما يبصق على نفسه.هذا ما نعلم. إن الأرض لا تعود إلى الإنسان، بل هو الإنسان يعود إلى الأرض. هذا ما نعلم: كل الأشياء متمازجة كما الدم الذي يوحد العائلة. كل الأشياء متمازجة. ما يصيب الأرض سوف يصيب أبناء الأرض. الإنسان لا ينسج عنكبوت الحياة بل هو خيط في هذا النسيج. وما يفعله للنسيج يفعله بنفسه.لكننا سننظر في عرضكم أن نذهب إلى المطرح المخصص لشعبي لنعيش وحدنا بسلام. لم يعد يهم أين نمضي بقية حياتنا إنها معدودة، بضع ساعات إضافية، بضع شتاءات.. ثم لن يكون هناك أطفال من هذه الشعوب العظيمة التي عاشت يوما على هذه الأرض، وها هي ذي شراذم ضئيلة تتسكع في أعماق الأدغال. لن يكون هناك أطفال يبكون على قبور بشر كانو ذات يوم مثلكم أقوياء طافحين بالآمال. ولكن لماذا ابكي زوال شعبي؟ إن القبائل لا يصنعها إلا الرجال. أما الرجال فيجيئون ويرحلون مثل أمواج البحر.حتى أنت أيها الرجل الأبيض الذي تمشي مع ربك وتحاكيه صديقا لصديق لن تنجو من هذا المصير. ولعلنا في النهاية أخوة. وسوف نرى.اعلم شيئا واحدا قد يكتشفه الرجل الأبيض يوما. اعلم أن الهي وإلهه واحد. إنكم تعتقدون أنكم تملكون هذا الإله مثلما إنكم تريدون أن تملكو أرضنا. انه اله الإنسان، وقد وسعت رحمته الإنسان الأحمر والإنسان الأبيض. إن هذه الأرض غالية عنده. وان إيذاء الأرض لابد أن يثير غضب خالقها. لسوف تمضي أيها الإنسان الأبيض. وربما ستمضي قبل غيرك. هيا أمعن في تلويث فراشك ولسوف تختنق يوما في قمامتك.لكنك ولحكمة لا يعرفها إلا الإله الذي جاء بك إلى هذه البلاد أعطاك سلطانا على الأرض وعلى الإنسان الأحمر. إن هذا المصير ما يزال لغزا عندنا.أين الأيكة؟ ولّت.أين النسر؟ اختفى.ما معنى أن تقول وداعا للصيد وللحصان الرشيق؟إنها نهاية الحياة وبداية مغالبة الموت.وإذن، سننظر في عرضك أن تشتري بلادنا. فلئن رضينا فلكي نأمن على أنفسنا في ما وعدتنا به من مطرح نعيش فيه. هناك ربما ، سوف نعيش أخر أيامنا وحينما يزول أخر إنسان احمر فوق الأرض، ولا يبقى منه إلا ظلال سحابة تعبر البراري .. ستظل هذه الشطأن و الغابات مسكونة بروح شعبي.وإذن إذا بعناك أرضنا فاحبّها كما يحب الوليد خفقان قلب أمه.وإذا بعناك أرضنا فأحبّها كما أحببناها، واستوصي بها خيرا كما استوصينا. واحتفظ من أرضنا بصورة لها مثلما كانت يوم أخذتها.وبكل ما أعطيت من سلطان، وكل ما فيك من عقل وقلب:استوص بأرضنا وصنها.احبّها كما يحبنا الله جميعا.إنني اعلم إن ألهنا وألهكم واحد، وان هذه الأرض غالية عليه. واعلم أن الرجل الأبيض أيضا لن يفلت من يد المصير. وفي النهاية لعلنا إخوان. وسوف نرى ,إننا سنتفكر في عرضكم ملياً، ثم ننبئكم بما نقرر. لكننا إذا كنا لنقبله فإنني أضع شرطي الأول هنا والآن: أن لا تنكروا علينا حق القدوم، دون إزعاج وعن طيب خاطر منكم، لنُلِم بقبور أسلافنا وأصدقائنا وأبنائنا. إن كل جزء من هذا الثرى مقدس في عين شعبي.. كل سفح تلة.. كل واد وكل غيضة.. كل مكان هنا قدسته حادثة سعيدة أو حزينة في الأيام الخوالي التي طواها الزمان.. وحتى الصخور التي تبدو وكأنها تتمدد بكماء مهيبة وهي تسح العرق تحت الشمس على شاطئ البحر، كلها تمور بذكريات الأحداث التي تتصل بأقدار شعبي. والتراب، هذا الذي تقفون الآن عليه، يستجيب بحب أكبر لدوس أقدام أبناء شعبي أكثر مما لأقدامكم، لأن مزاجه دم أسلافنا، ولأن أقدامنا العاريات تفهم لمسته الحانية. والرجال الجسورون، والأمهات المحبات، والعذارى ذوات القلوب السعيدة، والأطفال الصغار الذين عاشوا هنا ومرِحوا لفصل قصير. كل هؤلاء الذين طوى النسيان أسماءهم، سوف لن يكفوا عن عشق هذه القفار الكئيبة، وسوف يلقون التحية على الأرواح الغامضة التي تعود في المساءات مثل الظلال وعندما يطوي العدم الرجل الأحمر الأخير، وتصبح ذاكرة قبيلتي محض أسطورة تدور بين الرجال البيض، فإن هذه السواحل سوف تغص بالموتى من أبناء عشيرتي الذين لا يحيط بهم بصر وعندما يظن أبناءُ أبنائكم بأنهم وحدهم في الحقول، في المخازن والدكاكين، على الطرقات العريضة أو حين يلفهم سكون الغابات التي بلا دروب، فإنهم لن يكونوا أبداً وحدهم، ولن يجدوا في الأرض الفسيحة كلِّها معتزلاً. وفي الليل، حينما يلف الصمت مدنكم وقراكم حتى تخالونها خلواً من الحياة، فإنها ستكون محتشدة بأصحاب الدار العائدين الذين ملؤوا هذه الأرض الجميلة ذات مرة والتي لا يكفون عن حبها… الرجل الأبيض لن يكون أبداً وحده.. فليكن الرجل الأبيض عادلاً إذن وليرأف بشعبي، لأن الموتى ليسوا أبداً بلا حول.. هل قلت موتى؟.. ليس ثمة موت.. ثمة فقط تبديل عوالم.!
وباللغة الانجليزيّة هنا

وبعد ذلك هل لنا أن نسأل,أكثر من 40 مليون هنديّا كانوا موجودين أين أختفت معالمهم؟! أعتقد أن هذه أبشع جريمة أُرتكبت بحقّ شعبٍ لم يكن عدوانيّا إلا بسبب أعدائه ولاتزال هنالك معالم لهم:سياتل,ديترويت,أباتشي,بلاك هوك,أوتاوا,توماهوك, كلّها أسماء هنديّة خالصة, كانت احدى وسائل القضاء على الهنود عمليّات القتل الجماعيّة لثيران البايسون وهو غذاؤهم ومنه مأكلهم وأبقوا على جثثها ملقاء بالعراء لتنشر الأمراض لماذا ماتوا ,الهندي لوغان قام بغارة على احدى قرى البيض انتقاما لموت أغلب ذريّته! وهو الذي دأب على مدّ يد العون والقرابة للبيض! وكانت له رسالة مشهورة ,الهنديّ ديتروين يقول:" من بين مئات الوعود التي وعدونا بها لم يفوا إلا بواحدة منها ألا وهي تدمير بلادنا" , كانوا يعتقدون أن الأرض لاتُملك وأنّها للجميع لذلك لم يبدوا أيّ اعتراض على وجودهم لكنّهم استغربوا عندما بنوا تلك القلاع ! فهم لم يروا حدودا من قبل وأعود 40 مليون كيف ماتوا؟! هل ذكرت الموت؟ :" ليس ثمّة موت .. ثمّة فقط تبديل عوالم"

نزهة شيّقة برفقة قصص عديّ الحربش


كتاب في غاية اللذّة لن تحتاج لقدر من تحمّل الملل لإكمال الجزء الأكبر من قصصه , أسلوب عدي الحربش في كتابه والمكوّن من قصص قصيرة شيّقة للغاية يطلّ بنا على أزمنة مختلفة وبسياقٍ جميل نتعرّف على تفاصيل كثيرة بفضل خلفيّة الكاتب الشاسعة ,لحظات معبّرة للغاية ستجد نفسك تقف كثيرا وتتأمّل وتعيد سرد القصّة سينيمائيّا في خيالك , اطّلاعه على الكثير من الأمور جعل الكثير من التفاصيل طيّعة في سبيل كائناته التي كوّنها بقصصه فكانت هنالك سلاسة ملفته بالأحداث , أحد أكثر الكتب التي أتلذّذ بقراءتها وربّما أعتبره أجمل كتاب لسعوديّ قرأت له رغم قلّة الذين قرأت لهم , تحيّة لك ياعديّ الحربش.

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

_5_

وبعد عزمٍ أنهيت ذلك الروتين الظالم الذي كان قد خصّص الكثير من الوقت في مكانٍ واحد وبطريقة واحدة مملّة ! الآن وبعد تكسيره وإعادة تشكيلة أصبح الوقت أكثر جمالا من ذي قبل أصبحت أجد مساحة كافية لفعل أشياء كثيرة يالله ألهذه الدرجة كان الروتين مسيطرا على نفسيّتي؟ بصراحة أتساءل هل اليوم حقّا مكوّنا من 24 ساعة؟ أشكّ في ذلك اليوم بدى أطول وأخفّ وطأة ومن قبل كان أقصر وحمله أثقل! أعتقد مثل ماهنالك عمرٌ بيلوجي للإنسان قد يغيّر المسافات العمريّة له هنالك عمر ذهنيّ ونفسيّ لليوم نفسه قد يغيّر مسافة ساعاته , قد تكون الأيّام 24 ساعة حسابيّا لكنّها عند البعض 20 ساعة وعند آخرين 15 وآخرين ربّما 5 ساعات فقط!.

ايكاروس الهارب الذي وجد بالسماء حتفه!


"سقوط ايكاروس"-1975م : مارك شاغال
عند الإغريق تقول الأسطورة:" إن ديدالوس قد صنع أجنحة من الشمع ليطير هو وابنه ايكاروس هربا من السجن وعندما طاروا فعلا ذهل الناس ودهشوا من طريقة الهروب إلا أنّ ايكاروس كان يطير عاليا باندفاع وعندما اقترب أكثر من الشمس أذابت حرارتها أجنحته المصنوعة من الشمع ليهوى ايكاروس وصرخاته تملأ السماء استنجادا بوالده الذي صعق قلبه وهو ينادي على ابنه ", الكثير من الفنّانين صوّروا تلك الأسطورة خاصة القدماء منهم لكن ماأروع أن يتناول فنّان حديث موضوع أسطوريّ كهذا, فعلا أبدع شاغال بطريقة تعبيره عن الأسطورة فعلا جميلٌ أن تكون اللوحة خياليّة ,وأجمل مافي الأسطورة أنّ الفنّانين عندما تناولوا موضوعها تناولوها بجوانب مختلفة فمنهم من صوّر مأساة ايكاروس ومنهم من صوّر الأب وحرصه على ابنه ومنهم من صوّر بهجة هروبهم الأوّل ومنهم من تجاهل المشهد وخصّص لها مساحة لاتكاد تُلمح!,ومن هنا ندرك جيّدا أنّ الفنّان يبدع أيضا باختيار لحظة ما من الأسطورة ليصوّرها ومن هنا تمسك الفرشاة .

الاثنين، 7 ديسمبر 2009

روايات ليست كالروايات!




هاري بوتر وموؤّلفتها : جي رولينخ
شيفرة دافنشي وموؤلّفها:دان براون
بالإمكان اعتبار هاتان الروايتين الأبرز إعلاميّا وشعبيّا على مدى بضع سنين مشكلة الرواية أنّها ممتدّه لأبعد حدّ الكثير من الأدباء لايجد شيفرة دافنشي سوى عمل سرديّ مدعوم بدراسات مثيرة في إطار بوليسيّ كذلك هنالك من يطلق استغراباته واستفهاماته حول هاري بوتر طبعا هاري بوتر محظوظة بسلسلة الأفلام التي تحكي حكايتها وهذا ماجعلها مستمرّة أكثر من شيفرة دافينشي التي تنحّت قليلا وكأنّها كانت ثورة أقامت الدنيا وأقعدتها ومن بعدها هدأت لكن ومابعد ذلك وهاري بوتر لاتزال تسجّل أعدادا متزايده من الأطفال الذين أحبّوا القراءة بفضلها! ومع ذلك لم يخطر على البال أنّهما ستحوز على جائزة نوبل للأدب! هل هي المعايير؟ لاطبعا المسالة أبعد من ذلك فرواية دان براون تستحقّ الإشادة لأنّها ألقت الضوء على فترة زمنيّة لم يكن أحد يكترث بها وهي مكوّمة في الكتب المتروكة على أرففٍ مهجوره!,عامل الإثارة والجذب ولفت الانتباه أقرب للسينما والحكايا المثيرة لكنّها لاتشبه الروايات الأدبيّة الرصينة والتي تتخذ من التأمّل الفكريّ والروحانيّ محبرةً لها أكثر من الدراسات العمليّة والعلميّة وأمور سرديّة تعتمد على المنطق بشكلٍ كبير لذلك بدت شيفرة دافنشي كفيلم وثائقيّ ولم نشعر أبدا بأيّ عاطفة اتّجاه شخصيّة في داخلها لأنّها كانت ميّته أشبه بالآلات بعكس باقي الروايات كان ذلك أشبه برواية تحكي عن أشخاص يأدّون دورا في فيلمٍ ما ومع ذلك الرواية لازلت أجدها في غاية الروعة وعن جنس الروايات واختلافها هل لنا أن نقف لماذا استغرب الجميع عندما منحت أول جائزة نوبل لأوّل مرّة لرينيه برودوم! كان هنالك غيره الكثير الأحقّ برأيهم لكن هل هذا يعني أن هنالك روايات تتناسب أن تكون بموقف الفائز بجايزة ما كما أن هنالك روايات مناسبة لأن تكون فيلما سينيمائيّا؟ وأيضا لاننسى قد تكون هنالك روايات مناسبة لأن تكون تراثا انسانيّا وللأدب كافة.

الأحد، 6 ديسمبر 2009

وانا على بابك


سرى الهاجس وفارق ليلة القمرا
وماغيري غرس عمره على بابك
عنيدٍ والنعاس يغـازل المسـرى
حبيبٍ ماتهنّـى يعاتـب اغيابـك
وطل النور قلت انتي وانـا أدرى
وفاح الصبح مدري فاحت اطيابك
حبيبك شاعـرٍ يكتـب ولايقـرا
وتتهجّى عيونه لمحـة اهدابـك
خلاك الذمّ ياللي سيرتـك عـذرا
رعابيب الحشى الغرّا تعزوى بك
لمحتي بالغروب خدوده الحمـرا؟
ومثله لامحك يوم الحيـا انتابـك
أضيع بعينك اليمنى على اليسـرا
إذاما سلهمن من شـيّ مارابـك
ولك طبع الغصون الغضّه الخضرا
ونطقٍ عذب يغري النحل عنّابـك
بقلبي خايع وعشقي لك المجرى
حواليها تنامت رطبـة اعشابـك
خطاوي سالفة خلخالهـا ذكـرى
إذا هي قاربت خطواك تحلى بـك
ونفنوفٍ تبينه بالـ(غلا) يشـرى
وروحٍ لو تبين تصيـر جلبابـك
ومنهو يوصفك يالنوفة العفـرا؟
يضيع الوصف باسلوبه وماجابك
وذعذاعن يفل العشـب لاهـذرا
سواتك بي وعشب القلب متشابك
أصوّرلك هبوب وسيرتـك تطـرا
هبوبٍ وانسكب برده على ثيابـك
تركتي لي هجوس تسامر الشقرا
وقلب معفرٍ فـي تربـة أحبابـك
تعالي وارحلي والجرح مايبـرى
يظل يقول قلبي عنـدك اسبابـك
سرى الهاجس مزاعل ليلة القمرا
وماغيري ترك عمره على بابـك

التواجد في صورة لم تُلتقط لنا


إنّها الصورة والتي تشعرني بالقدر الأكبر من الحنيّة اتجاه الكرة واتّجاه برشلونة _قلبي_ قد يستغرب البعض انتماء شخصٍ ما لنادي معيّن وبشكلٍ جنونيّ السرّ هو العشق لايوجد سحرٌ أعظم من فرحتك لفرحٍ انسانٍ آخر تتمنّى لو كنت مكانه أو معه وكذلك معه تحزن وتستمرّ معه في كلّ تقلّباته ,هذه الصورة وهي للفريق الذي أسر اهتمامي أحببتُ تلك البدايات التي بدأت أشاهد فيها برشلونة لعام 94م وقبلها وأحببت الانجاز الأهم والذي لم أدركه بطولة دوري الأبطال 92م كنت أجد في هذه الصورة شيء ما لم أفهمه إلا لاحقا كانت الصورة عبارة عن بطاقة عائليّة لفريقٍ ما لم تكن صورة لفريق فحسب كرويف خلق فريقا من نوعٍ آخر , أحببت هذه الصورة والسبب هو أنّني وجدت نفسي بينهم من دون أن أدري! بعد أن كنت أتخيّل نفسي فقط بينهم! .

السبت، 5 ديسمبر 2009

_4_

بعد أن كان الروتين متسلّطا عليه ويفرض أوقاته عليّ وأماكنه رفعت راية العصيان في هذا اليوم أردتُ أن أرى كيف تبدو الأيّام من دون روتين أو على الأقل من دون الخضوع لهذا اروتين نذمّ الروتين وهو من صنعنا ! الآن أدركت فعلا وبألم بانّني أتحمّل جزءا ليس يسيرا من سبب الملل والكآبة الروتين أشبه بالتمثال على شكل جدول صنعته يداي وأعتقدت خطأ أنّه يحكمني! ,على كلّ حال أدرك أن الروتين أقوى منّي ومنّا جميعلا مع الأسف لكن على الأقل لابأس من رفع راية العصيان علّنا نصل لحلٍّ وسط يرضي الطرفين!

الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

فوضى فنّانة لفنّان






_من اليسار إلى اليمين_


,nero-1974 ,The Women of the Ancient World -2000,athanor-1991 by:Anselm Kiefer


أحياناً الفنّ أقرب للجنون وللفوضى وفي خضمّ الفوضى وبعد لحظات التأمّل نلاحظ ان اللوحة تكون أكثر أناقة والصورة تبدى تكون أكثر ترتيب الرسّام الالماني أحيانا كان يضيف بعض الحشائش في لوحاته يبعثر ألوانه وكأنّه يطلي جدار لمبنى قديم! ومع ذلك الصورة الذهنيّة اللتي في باله أقوى فبعد تأمّل بسيط ننسى الفوضى وتبدى الصورة المصمّمة في ذهن الفنّان بالظهور قليلا أحيانا تكون أوضح كما في لوحته التي تمثّل إمرأة هنا وكذلك المبنى لكن في لوحته نيرو وغيرها حيث يظهر تاثير الدمار والحرب أو تقادم العمر _ربّما من بقايا الحرب العالميّة في ذهن الفنّان كعادة الكثير من الفنّانين الألمان_, فعلا مع هذا الفنّان أدركت أن الفنّ قريبٌ من الجنون المبطّن بالعقل ولرؤية الفنّان عن قرب بالإمكان زيارة الرابط هنا

الموت المسافر عبر الطريق السريع

و أنا عائد من دوامي ،فجأة اصطدمت سيّارة مجهولة بالطرف الأيمن لسيّارتي ، لأخرج عن مسار الطريق السريع ويا لهول ما رأيت ، رأيت الموت يلاعب سيّارتي ويرعبني ،أراد أن يخيفني فوجّهني صوب شاحنة كدت أن أدخل تحتها! لأحاول الهرب منه يساراً ، لكن الموت أحكم قبضته على سيّارتي فكان يوجّهها بعنف صوب اليمين وصوب اليسار أحسست وكأنّه جاثمٌ فوقي! إلى أن كسر زجاج النوافذالجانبيّة ، شعرت بأن يديه دخلت محاولة إحكام قبضتها على عنقي ، لم أستطع شيئا حينهاإلا الدعاء ثمّ الدعاء لم أتذكّر تلك الأيّام التي مضت ، في الحقيقة كان ذهني مشغولا بتخيّل الشكل النهائي للحادث, كيف ستكون نهايتي ؟ ومن هو أوّل شخصٍ سيعرفني وأنا ملقى على الطريق؟ لكن رحمة ربّي شاءت أن ترتطم السيّارة بقوّة بالحاجزالإسمنتي بسلام! أقول بسلام فرحمة الله شاءت ألا تصطدم سيّارة أخرى بسيارتي لتوقّع على الفصل الأخير من حياتي توقّفت فجأة ورأيت الشاحنة تمضي بعيدا شعرت بأنّها اصطدمت بالموت وأبعدته فرحت كثيرا وأنا أرى نهاية الموت بعيدا عنّيخيّل لي أنّه مات ولكنّ الموت لايموت!
التقطت هاتفيّ النقّال لم يمهلني الوقت اتّصل بي أحدهم كان مارا بالقرب منّي عارضا مساعدته بعد أن شرع بعودته إليّ قلت بهدوء مُتعب:" تعال الله لايهينك سوّيت حادث"
قالوا لي:"وين اللي صدمك من ورى؟"أجبت بلااكتراث:"ماشفته والله ماشفت وبصراحه ماذكر إلا التريله ف وجهي وبغيت أدخل تحتها بس فكّني الله" كان منظر الحادث بشعا والأبشع نظرات الأشخاص الذين كانوا يخفّفون السرعة ليروا ماذا حلّ بصاحب تلك السيّارة الملقاة على الطريق السريع العائد من دوامي ودواماتهم شعرت بالمرارة كون سيرة ذلك الحادث سيكون أحد الأطباق المثيرة على مائدة غدائهم!,كانت الشمس قريبة وكأنّها قاتربت ايضا لترى الحادث! وكان الوقت يسير ببطء كأنّه خفّف من سرعته ليرى مايحدث!
كان منظر السيّارة يبعث على الأسى في نفسي كم من الوقت ساحتاج لأعيدها هيّئتها الأولى؟ وماذا سأقول لأهلي الذين وعدتهم بالقدوم خلال يومين؟؟ كنت أفكّر أين ساتركها وماذا سأختلق من أعذار لألقي بها إلى أسماع أهلي علّهم يعذرون تأخّري وقلت لهم:طصار حادث على خوّيي وعطيته سيّارتي!" لم يعرفوا بأنّي أنا الصديق الذي تعرّض لحادث وأنّ صديقي هو أنا الذي أعطاني سيّارته مؤقّتا لأكمّل مايجب عليّ إكماله
ذهبت إلى محلّ التشليح البعيد لأبحث عن القطع التي أحتاجها دخلت المحلّ لم يكن إلا مقبرة للسيّارات كنت أبحث عن ماأريد وأنا أرى تلك السيّارات وأرى أطياف أصحابها الذين ربّما اختفى بعضهم إلى الأبد أتخيّل فرحتهم الأولى بها وحسرتهم الأخيرة عليها إن كانوا لايزالون أحياء!,وأثناء تجوالي رأيت سيّارة تشبه سيّارتي اقتربت لأرى بأمّ عيني آثار مخالب الموت التي كانت تمسك بها وتلعب بها قبل أن تهشم الزجاج الجانبيّ وتحكم قبضتها على صاحبها! تذكّرت ماحدث لي أحسست وكأنّ الموت يمرّ كثيرا ويتذكّر أين صادف تلك السيّارات بالطريق لم أستطع أن آخذ شيئا من تلك السيّارة الموسومة بمخالب الموت نفسه خفت كثيرا وخرجت من المكان وأنا أحمد الله على لأنّ طيفي لم يكن موجودا في ذلك المكان

الحظّ يكرّس النجاح أكثر



انّه Charles Bourseul الشخص الذي آمن بامكانيّة تحويل صوت الانسان كهربائيّا ليتمّ نقله إلى أماكن أبعد (الهاتف) قام بعدّة دروس وبحوث حول ذلك وفعلا صمّم الهاتف الأوّل ومع ذلك لم تلقى فكرته النجاح والتأييد في بلده ونُسي أمره إلى أن اخترع غراهام بيل الهاتف! ليدرك الفرنسيون أنّه بيرسول كان على حقّ! يقال بأنّ غراهام بيل اعترف بفضله وفرنسا اعترفت بفضله متأخّرة وبنت له تمثالا إحياءً لذكراه ,اختراعات عديدة يقف خلفها مخترعون مجهولون ويبرز شخص ما محظوظ ! ,كم من الحظّ قد حُرم منه أشخاص ومخترعين وكم بيرسول على قيد الحياة الآن علّنا ندركه؟.

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

لحظة فاخرة من التاريخ


بعيدا عن السيرة الكاملة لنابليون بونابرت الامبراطور الاوروبيّ الأشهر لكن لنتحدّث عن هذه اللوحة وعن هذا المشهد الخالد وحكايته العجيبة, عندما هزم نابليون من الحلفاء الملكيين الأوروبيين أُجبر على الخروج إلى جزيرة ألبا نفياً وأن يبقى هناك بعيدا عن اوروبّا وشعوبها وبالتحديد فرنسا ,طبعا عادت الملكيّة وعاد النظام القديم الذي لم يعد مرغوب فيه أبدا طبعا راعى النظام التغييرات وحافظ على العديد من الضبّاط والجنود بحكم الأغلبيّة وتغيّر الأمور ,لكن كان هناك من يحاول إعادة نابليون فقد أقنعوا نابليون بالعودة من جديد الى اوروبّا وفعلا عاد الى اوروبّا بشكلٍ سريّ وماإن انتشر الخبر إلا وأرسل الملك لويس الثامن عشر جيشه لصدّ نابليون وزمرته القليله طبعا التقوا في مكانٍ ما وكان الجيش تحت أمرة ضبّاط مخلصين لنابليون فيما مضى اوقفت عربة نابليون وأُمر بالترجّل وبعدها بدأ الجنود يصوّبون بنادقهم باتّجاه نابليون استعدادا لرميه وقتله وفجأه صرخ نابليون في وجوههم:"لاتطلقوا النار أنتم أمام الامبراطور"! ليعيدوا بنادقهم وتتعالى الصيحات من جديد :" يحي الامبراطور .. يحي الامبراطور"!! ليهرب لويس الثامن عشر بعيدا عن فرنسا !, المشهد أشبه بالقصص الرومنسيّة والخياليّة لكنّها واقعيّة وغريبة تثير الإعجاب وتبيّن كيف أن الانسان كتلة من مشاعر قد تكون جامدة لكنّها قد تتحرّك بجملة واحدة! وطبعا لم ينسى الجنود نابليون امبراطورهم إلى الأبد .

الاثنين، 30 نوفمبر 2009

_3_


بالأمس : برشلونة _قلبي_ vs ريال مدريد
1-0
والصورة أبلغ من الكلام

الأحد، 29 نوفمبر 2009

_2_

رغم الظهر كان الجوّ أشبه بالصباح بالأمس توسّدت روحيّ وبحت لها بالكثير وأرتحت بقربها أكثر لكنّني لم أبح لها عن ماسيحدث اليوم,اليوم برشلونة_قلبي_ يواجه الخصم العنيد ريال مدريد عندما قالوا الأهل بأنّ عندنا مناسبة بإحدى الاستراحات علّقنا وقلنا :"حتّى اوباما فرّغ نفسه عشان مباراة برشلونة كيف نجي؟" قبل المناسبات الحافلة أكون هادئا إلا أنّ كلّ شيء فيني يستيقظ فجأه حال حدوث المناسبة! وعلى حين غرّة هكذا أباغت دوما من قبل الظروف ومن قبل كلّ شيء
(والشمس تتوسّد غيمها ..والنور يتسلّل, ينسكب شيّ بدفا وشيّ يحنين الشمس والغيم)

السبت، 28 نوفمبر 2009

i am sam , فقدت عقليّ لكن لم أفقد قلبيّ

iam sam


شون بين ومن غيره؟ استطاع أن يضع إصبعه على جرح الأبوّة ويغرسه أكثر في العمق! ,حكاية الأب الذي سيحرم من أبوّته بالكاد أحسست بأنّ شون بين كان يمثّل أندمج مع دوره حتّى أنسانى قصّة الأب الذي يعاني من نقص عقليّ وترفع عليه قضيّة ليحرم من ابنته ,إنّه الصراع بين القلب والعقل والخيار الأصعب في التبنّي هل تفضّل العقل أم القلب؟ , تحيّة لشون بين الذي أوصل الكثير الكثير.

_1_

وضاع العيد أثناء النوم ولم أستيقظ إلا متأخرّا جدّا عن العادة ,استقيظت لتستيقظ أغلب همومي ومشاغلي التي لاتأتي إلا عند منعطف الأيّام في الوقت الذي يجب أن أكون فيه خاليا , لم يعد العيد يفرض نفسه أصبح العيد لايأتي إلا بتهيأته وإعداده حاولت أن أستشعره نفسيّا وأن أفسّر وجود ماحولي على أنّه بسبب العيد والفرح أحاول كسر الروتين وأقول:"العيد" , لأصل لغرفتي نومي بعد أدركت شيئا من بقايا العيد الذي رحل بعد أن ترك أيّامه الثلاث المتبقيّة وكأنّها أيّامٌ عاديّة , صباح هذا اليوم نفذّت فكرتي بالكتابة عن بعض يوميّاتي بالمدوّنة بمناسبة العيد نفسه!.
(ياعيد .. خلاّنا وراح بعيد)

الأربعاء، 25 نوفمبر 2009

عندما يقوم الفنّان بتوزيع الأدوار على الأشكال والفراغات








مامن شكّ أن العديد من الفنّانين الاوروبيين تأثّروا بالرسّامين اليابانيين ولو في بعض لوحاتهم , لطالما تشعر بانّ هنالك لوحاتا مكتضّة وتحسّ بالزحام في عينيك! والسبب أنّ اللوحة قد تفتقر لحسن توزيع الأجساد والأشكال اللوحة كلوبي الفندق يحتاج لترتيب ولأناقة خاصة بالتوزيع والأهم من ذلك البساطة فبساطة الفنّ اليابانيّ تجعلك أكثر أريحيّة أثناء مشاهدتها وأكثر طمعا بالتفتيش عن أيّ تفاصيل ممكنة إنّها الأشكال الموزّعة باناقة فاللوحة تعطي الأريحيّة لعينيك تماما كما يفعل اللوبي بالفنادث الفخمة فتكون أكثر انسجاما مع نفسك وتتأمّل ماحولك بهدوء ويسر وقد تعجبك بعض التفاصيل الصغيرة من هنا وهناك , من هنا تكمن أناقة الفنّ في توزيع الأدوار بين الفراغ والأجساد والأشكال, فتبدو اللوحة وكأنّها فسيفساء أو منمنمات بسيطة وأنيقة وهذا الطابع جذب الاوروبيين لفترة وهذامانشاهده في لوحة ادغار ديجاس (بالأسفل) ولوحة ادوارد مانيه (بالوسط) .


أن تكون أديبا يعني انّ عندك ماتريد قوله بإلحاح:

ماذا يعني الأدب؟ يعني انّك تريد ان تقول شيئا لطالما ارتبطّ الأدب بالمحرومين والفقراء والأشخاص العاديين الذين أصبحوا بفضل أدبهم عظماء هنالك الكثير من الادباء لايمكن حصرهم عاشوا كأناسٍ عاديين إلى أن برزوا بالواجهه وأصبحوا حزءا من التاريخ:شارلز ديكنز,فيكتور هوغو كان هنالك الكثير من الأشياء التي يريدون قولها كما أراد لويس كارول أن يقول الكثير للطفلة التي ألّف من أجلها "ألس في بلاد العجائب" ففيكتور هوغو أراد أن يتكلّم عن "البؤساء" لذلك نجد المنفيين عندهم مايقولونه فيبرزون كأدباء وماعسى الغنيّ أن يقول إلا أنّه يتفهّم موقف الفقراء وحرمانهم كما فعل ليون تولستوي؟ أو ربّما يريد أن يبيّن بأنّ الأغنياء والنبلاء لهم أحزانهم إذا كلّنا نلمح بأنّ الأدب مرتبط بمانودّ ان نقوله ومما لاشكّ فيه أن الشريحة المحرومة عادة ماتملك الكثير لتقولة وهذا هو الحال مع الأقليّات في كلّ البلدان لذلك نجد منهم أدبا خالصا وجميلا وهذا ماتبيّن فعلا عندما فازت هيرتا مولر بجائزة نوبل عام 2009 وهي من الأقليّة اللمانيّة في رومانيا.

الاثنين، 23 نوفمبر 2009

أمّاه لازال ذلك الصوت يزعجني

كان المكان مزدحماً بالناس وبالمتكوّمين فوق بعضهم البعض وكأنّهم يلوذون الى حضن أمٍّ كأنّها الإطمئنان ساعة الخوف! كان الجوّ رطباً,وكان حضن أمّي دافئاً ورطباً إلا أنّه كان يرتعش من شيء ما!,أسمع صوت أنين وبكاء وفي الأرض من تحتي ماء يتدفّق باضطراب خفيف كأنّ على الأرض جفن لعينٍ مضطربة تدمع!! ,أكان ذلك الأنين صوت بكاء الأرض ؟" أسمع صافرات الإنذار"أشباح الخوف تملأ المكان من أعين الناس عرفت بوجود تلك الأشباح وجهٌ مجعّدٌ رطبٌ من العرق والدمع وكأنّ تجاعيد وجهه تجاعيد إصبع بقي في الماء لفتراتٍ طويلة ,أذكر كم كنت أرى ذلك المنظر بشعٌ على الإصبع فكيف على الوجوه؟!"صوت صافرات الإنذار" هذه المرّة أرعب نومي وأيقظة
وفي لحظة يأسٍ قلت لأمّي:متى يكفّ عن الصراخ
فقالت:يوما ما سيسكت للأبد .. يوما ما سيسكت للأبد.. يوما ما سيسكت للأبد - ولازال صوتها !رغم مرور أعوام على الحرب لازال صوت صافرات الانذار يزعجني !! ,قلتها مرّة لأمّي واليوم لم أعد قادرا على قولها فماعادت أمّي موجودة ومع ذلك أعرف جيّدا بأن أمّي لم تكن تكذب فقد قالتها : سيسكت الى الأبد فهو ساكتٌ إلى الأبد فقط كان شبح الصوت يزعجني آآه ليتني قلتها كذلك لأمّي فلربّما مات ذلك الشبح إلى الأبد

بأحد الأحياء الفقيرة كانت هنالك أوبرا!






من أشهر أعمال بافاروتّي , قبل الحديث عنه هل لكم أن تتخيّلوا كيف سيبدو فان غوخ رسّاما للبلاط! لايمكن تخيّل ذلك لكن بافاروتّي قام بمثل ذلك مغنّي الأوبرا المرموق كان أقرب للناس العاديين وكان أكثر احتكاكا بهم وكأنّه يقول الموسيقى للجميع فقد طرد صورة المغنّي الخاضع لبرستيجه العالي لطالما غنّى من أجل المشاريع الخيريّة وبالساحات بشكلٍ فريد جعله محبوب لدى الطليان خاصة والعالم عامة لدرجة أنّ مدينة مودينا بقدر ماتفتخر بامتلاكها مصانع اللامبرغيني فهي تفتخر بابنها لوشيانو بافاروتّي ونادي اليوفينتوس عندما توفّي بافاروتّي أعلن الحداد لمشجّع النادي العظيم , هكذا هي الأشياء المسلمّة عندما يأتي أحدهم ويحدث فيها بعض التغييرات الايجابيّة يدرك العالم بأنّه لم يكن أفضل حالا من قبله وبافاروتّي أحد هؤلاء المغيّرين فقد غيره دوره قليلا وبشكلٍ أفضل, وبالمقطع حفله الأخير وبدى بافاروتّي وكأنّه مدركٌ حقيقة ذلك!.

السبت، 21 نوفمبر 2009

ماذا أراد أن يقول مايكل في The Godfather ؟


هل يجب علينا أن نتحدّث عن فيلم العرّاب (The Godfather) ؟ وعن البتشينو والمافيا ؟؟ لاأبدا مايهمّنا هو مايكل كوروليوني الحقيقيّ الرجل المهذّب الجنتلمان والذي دخل عالم الإجرام بإرادته نعم بإرادته لكنّ على مضض أحيانا نكون ملزمين أن نلعب دورا في هذا العالم تماما كمشهد مسرحيّ عندما يطلب منك الدور من الصعب الخروج عن النصّ هذا هو مايكل لم يخرج عن نصّ العائلة وعندما حاول أخيرا ردّ على أعقابه رغما عنه وكأنّ مصيره مصرٌّ عليه قد نجد في جسد الانسان شيطانا مرعبا لكنّ الملاك قد يكون مكبّلا حينها لكن من يفكّ قيده؟ ,رجال الدين وكما قال أحدهم :"الأعمال التي قمت بها فظيعة لهذا روحك تتألّم" قد يستطيع أحدهم تحريرنا من ذواتنا لكن هل ستتركنا الأيّام في حالنا؟؟ أحسست وكأنّ الفيلم أراد قول ذلك!
الفيلم من إخراج الايطاليّ الأصل:فرانسيس فورد كوبولا
بطولة :البتشينو

الجمعة، 20 نوفمبر 2009

التاريخ كان نائما!

بعد أن استغلّ نابليون ذكاءه قام بكسر ولنغتون القائد الانجليزي قبل أن يجتمع ببلوخر الذي كسره هو الآخر ,بلوخر فرّ هاربا فقام نابليون بإرسال 35000 فارس بقيادة غروشي ليطارده ويقضي عليه لكنّ غروشي الكسول كان بطيئا أكثر مما ينبغي لدرجة أن بلوخر البروسي عاد والتحق بولنغتون والانجليز ليجتمعا معا ضدّ نابليون وبعدها التاريخ يعرف ماحدث على غفلة من غروشي!


و..
في واترلو ,حيث انتهت مسيرة نابليون الحافلة وبدأت معها رواية فيكتور هوغو بـ :" من.. من.. " رقد العديد من الجنود إلى الأبد ولم يستيقض منهم أحد إلا واحدا استيقظ فجأه لم يكن أحد شخصيّات رواية البؤساء لفيكتور هوغو لا بل كان جنديّا شوّهته الحروف فقد أحدى أذنيه من برد روسيا واحدى عينيه من معركة اوسترليتز الخالدة وشيئا من أصابعه من حروب الثورة استيقظ روجيه مذعورا ولم يجد أحدا حوله! بحث عن الجنود لم يجد أحدا إلا عابرا هناك وملابسه غريبه لاتبدو من ملابس عصره هبّ إليه روجيه وقال:"من.. من.." استغرب المار وأصيب بالذعر وخيّل له بأنّه في مسرحيّة أو حفلة تنكّرية في الهواء الطلق بواترلو لكن روجيه قاطع أفكاره وقال: من انتصر؟ هل وصل غروشي وانتصر نابليون؟" لم يدرك المار ماذا يريد روجيه لم يتصوّر أبدا أن يمرّ بهكذا موقف وقال له :" دع من الجنون,عن أيّ نابيلون تتحدّث؟!"أجاب روجيه :"الامبراطور"! أجاب المار :"يامجنون تتحدّث عن نابليون الميّت منذ أكثر من مئة سنة؟!" !! صعق روجيه وسأل نفسه هل كان نائما طوال ذلك الوقت؟قال المار بسخرية:" الجنود ماتوا بعد أن قاتلوا وأنت غططت في نومٍ عميق!" أجب روجيه بغضب:" نمت! هل تجرؤ على قول ذلك تجرؤ أن تقول عن روجيه الجندي في حرص الامبراطور والذي فقد كلّ مافقد وفقد أخوته واستولى الفقر على حياته وأمات الجوع أولاده وأخفت الثورة أماكن أصحابه وأكل الثلج البارد عطشا! وغمرت الرمال عيناه وخالط البارود جراحه روجيه الذي لم يعرف إلا الخبز طعاما له ولأسرته والذي لايعرف ماذا حلّ بهم ومن لهم من بعده؟" سكت المار وقال:" لاتتحدّث وكأنّ التاريخ ذكر اسمك لم يذكر التاريخ أبطالا بهذه الضورة الهزيلة ياروجيه"أجاب روجيه:" عن أيّ تاريخ تتحدّث أنا لست إلا جزءا من مئات الآلاف من الجنود الذين عاشوا مثل ما عشت تماما ومثل حرماني أين التاريخ عنّا؟؟؟"

في الواقع لم يكن روجيه نائما بل كان التاريخ نائما وهذا ماعذب روجيه فأحسّ بمرارة النسيان والتجاهل وذهب تاركا الرجل المار خلفه الذي ناداه دون جدوى وبعدها رحل روجيه إلى الأبد

الخميس، 19 نوفمبر 2009

الحروف الأبجديّة للموسيقى!







أغنية Bitter Sweet Symphonyلـ The Verve
للموسيقى أحرف وكلمات قد نفهمها بكلّ بساطة عندما تستمع لموسيقى معيّنة تستطيع معرفة ان كانت حزينة أو سعيدة وتستطيع تمييز مقاطع الكآبة والابتهاج ! ولو ركّزت أكثر تستطيع معرفة أكثر سيمفونيّات ألّفت لقصص شتّى كان الموسيقار يكتب بموسيقاه سيرة تلك القصص وتجد أغلب المستمعين مشتركين بالصور المعلّقة في أذهانهم! كلّ حسب اندماجه وبراعة الموسيقار كذلك , عندما استمعت لموسيقى هذه الأغنية بدت لي متحرّرة ومتضجّرة من وضعها وعند سماعي للأغنية أيقنت بأنّ الكلمات كانت من نفسٍ ضاقت بها الحال والمكان معا! فعلا الموسيقى كانت كافية لمعرفة عمّ تتحدّث الأغنية وعند مراجعة كلمات الأغنية كانت بالفعل مليئة بالكلمات التي تغصّ بها الروح ولكنّها وجدت بالغناء نافذةً لتتنفّس من خلالها, الأغنية أحبّها سماعها والارتياح بها.

the color purple ولعبة الحياة


هل تعرفون للحياة لُعبة ؟ أو ماذا تعني لكم الألعاب وهل ستلعب وأنت كبيرٌ في يومٍ ما؟؟ نعم قد تفعل ذلك لأنّك قد تحتاج لنافذة تطلّ بك على حياتك الطفوليّة البائدة , في هذا الفيلم أبشع ماتتصوّره من حرمان ونكران للذات الانسانيّة وأبسط حقوقها الفيلم كان كبالونة الهيليوم التي كفّت عن التحليق بسبب إبرة الواقع اللئيمة لايمكننا أن نغيّر الزمن جلّ مانستطيعه إرغام أنفسنا على تقبّل زماننا ,حكاية طفلتين انتهت بنهاية عظيمة أعتقد أنّ تلك النهاية من أفضل النهايات في الأفلام الأمريكيّة والتي أخرجها ستيفن سبيلسبرغ

الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

اللون أبلغ من الشكل أحيانا


هل هي صدفة أن يبدو البحر الغامض أزرق اللون؟ وهل هي صدفة أن تبدو السماء الشاسعة الفسيحة زرقاء اللون؟؟ أبدا لاأعتقد ذلك ومثل ذلك يكون عندما ننجذب بشكلٍ غامض او نحسّ بالسكون والغموض يخيّم على شعورنا حال رؤيتنا للون الازرق ,في لوحة بول سيزان Le paysan المرسومة عام 1891م لاحظوا الوحدة الحالكة على المرسوم لكن أن تتخيّلوا كم أراد سيزان أن يعبّر عنه بتفاعل ضربات السكّين! لكن ماهو الأهم من ذلك كلّه؟ اللون الأزرق نفسه ماذا لو اختار سيزان لونا آخر هل سيوحي لنا بنفس الشعور؟ أبدا دائما مانجد ايقونات مبتسمة باللون الأصفر ويقال عنها "ابتسامة صفراء" لكن في أيقونة الحزن تمّ اختيار الأزرق! هل كانت تلك مصادفه أيضا؟ لاأعتقد ذلك اللون يبوح أكثر من الشكل أحيانا ,ملاحظة أخيرة لو تلاحظون ستجدون أن الرجل واقف بزاوية الغرفة وذلك أمر لم تغفل عنه فطنة سيزان الذي أكمل الحالة مكانا وشكلا ولونا .

الخميس، 12 نوفمبر 2009

ياليتنا إلى اليوم ....

(صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا
إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم)
كثيرا مايقال أن مجنون ليلى شخصيّة وهميّة وأعتقد أن ذلك الكلام قد يكون منطقيّا فمجنون ليلى وإن لم تكن أبياته بروعه جميل بثينة أو عمر بن أبي ربيعة إلا أن العشق مع مجنون ليلى أمرٌ آخر جنون متوارث عبر الأجيال الأبيات تكاد تكون مقبولة الإهداء في عصرنا أكثر من غيرها لم تكن الأبيات إلا تعبيرا عاما وشاملا للحبّ فالبيت الأخّاذ المذكور لم يكن إلا تعريفا للحبّ والمحروم مع الزمن لنستمع جيّدا إلى تنهيدة قيس وكم سنجدها تشبه كثيرا مانعيشه ونحسّه البهم هنا لم تكن البهم بل كانت الأحلام ,الذكريات ,الأحداث ,الظروف كلّ شيء إلا أن جميل فضّل أن يرسم ذلك في بيته على هيشة البهم!.

أحببت الشيطان في يومٍ ما!

يقال أن الشيطان لايحتاج لأكثر من ثواني كيّ يظهر على حقيقته ويترك بصمته ويقال بأنّ أحد الأنبياء اختبأ داخل الشجرة عن مطارديه لكنّ الشيطان أمسك بطرف ثوبه وبقي خارجا ليدلّ قاتليه عليه! , كيف لنا أن نقبض عليه وهو يظهر هكذا فجأة؟!, من يدري في غمرة الزحام تلك عندما زار وليّ عهد النمسا سراييفو قبل مئة سنة إلا قليلا من كان بجوار الشاب جفريلو برنسيب الذي اغتال الأمير ليشعل الحرب العالميّة الأولى التي التهمت الملايين من الناس وكيف ظهر له؟ ,أو ماهي تلك اللحظة التي ألهمت كلاشينكوف باختراع بندقيّته التي صارت تملأ الشوارع رعبا وموتا ليندم لاحقا على ذلك! ترى هل همس له الشيطان بتلك الفكرة التي الهمته اختراعه؟,لطالما تصوّرت الشيطان كائنا أحمر اللون ناريّ الشكل ذو قرنين ويحمل على يده شوكة ذات ثلاثة أسنان لكن الحقيقة أنّه أعقد من ذلك بكثير لقد ضحك علينا وأوهمنا بأنّها صورته كيّ نغضّ الطرف عن ملامحه الحقيقيّة إنّه يظهر في كلّ مكان وقد يكون أجمل مما نتصوّر


أحببتكِ كثيرا كم عانيت الليالي وكم سهرتها قهرا لأنّني لم أظفر بهمسة من صوتك ولمحة من وجهك ,أهملت أصدقائيّ ودراستيّ وكلّ مايتعلّق بي علّقته بعيدا عنّي


قلتِ: أحبّك


وصدّقت كلّ ماقلتِ بعدها


لأجدكِ تقفلين كلّ سبل وصلك في وجهي هكذا فجأه أجدني أكره كلّ لحظاتي وكلّ ماضيّعته لأقود سيّارتي بسرعة فائقة وأشعل سجائري وكم كدت أشعل أصابعي معها! , أردت أن اطفئ السجارة فرأيت صورتك .. رفعتها .. تأمّلتها للحظة .. وفجأة تعرّضت لحظتي لحادثٍ مريع أفقدتني الكثير الكثير مما أملك خاصة ماوعدتك به روحي فقدت روحي للأبد وكما وعدتك يومها وقلت:" أبهديك روحي"


لم يصدّقني أحد عندما قلت بانّني أحببت الشيطان سابقا ولم تكن تلك صورتك

الأحد، 8 نوفمبر 2009

على ضفاف نهر الأموات العذب

هناك في الحقول على ضفاف نهر السوم حيث مزارع العنب القريبة من الآردين المليئة بأشباح المدرّعات,لم يعد أحد يعرف السوم إلا على أنّها أرضٌ خصبة وخمرها الأحمر أشبه بالدماء وعلى غير عادة تلك الأرض أصبحت بعد عام 1918م أكثر خصوبة! أيّ هبة أتت لأهالي تلك الأرض؟أكثر من مليون قتيل يرقد في أحضان السوم والتي احتضنت احدى أبشع معارك التاريخ!,وياللعجب الأرض أصبحت أكثر خصوبة بسبب الجثث التي تملأ التربة والأرض!,نادت الأم الإبنة والإبن وكلّ افراد العائلة ليجتمعوا مع أصحابهم على احدى الطاولات وهناك تناول الأب زجاجة خمرٍ فاخرة ممّا جادت به الأرض المليئة بالدماء! ورفعوا الكؤوس وشربوا نخب المرح وكم كان طعم الشراب حينها لذيذٌ في نظرهم لايوحي بالموت وإن خالط طعمه دمّ أحدٍ ما!بدأوا يلملمون ذكرياتهم ويستعرضون حكايات أسفارهم الأطفال لايعون مايقوله الآباء إلا أنّهم يحسّون باندفاع الكلام نحو الحياة فالضحكات كانت تملؤ الأجواء والابتسامات كانت ترسم ملامح تلك اللحظات إلى أن استلم خيوط الكلام أحدهم وتحدّث كثيرا عن زراعته وبساتينه وأزهارهقال:عندما كنت طفلا كنت أمشي وأنا أتأمّل التربة وصفوف النباتات المرتّبة وكأنّها تسير نحو الأفق بانتظام كنت أحاول أن أجد لنفسي مكانا بينهم وأن أميل كما تميل رؤوسهم مع الرياح إلى أن داعبت نظراتي لمعة لشيءٍ ما!وزدادت أعين الموجودين تركيزا وكأنّهم يرون ذلك اللمعان من خلال عينيه!وبصوتٍ واحد أكثر من شخص قالوا:وماكان ذلك قال:كانت أشبه بالميداليّة لم أكن أعرف ماهي وكانت تحوي بعض الكتابات والتي حاول طين الزمان محوها فعدت لأريها لأمّي فقالت:جميلٌ ماوجدت إذهب يابني وأنسى ذلك!وقالوا:هل عرفت ماكتب عليهاقال:نعمفقالوا:وماذا كُتب قال وهو ينزّل ناظريه بحزنٍ وأسى :"غيبهارد"! بالطبع لم يكن أحدهم يعرف غيبهارد لكن ماأحزنهم بأنّه لم يكن أحد يعرف مصير غيبهارد وكم شخصا من أفراد عائلته يفتقده .ولكن ربّما يتذوّقون شيئا منه في شرابهم وهذه هي الحياة

الشيطان كان حاضرا هنا.


مشهد مرعب يعيد إلى الأذهان الأجواء العنصريّة بالولايات المتّحدة الكلّ يقول بأنّ تلك الأيّام ولّت ومثل هذه الصورة لم تعد موجودة بعد الآن لكن كلّنا نعرف بأنّ الشيطان موجودٌ منذ بدأت البشريّة ولازال يظهر بملامحة البشعة في كلّ صورة مرعبة من صنع البشر, كلّ من في الصورة ماتوا لكن الشيطان لايزال حيّا! إذا فمثل هذه الصوةر لاتزال موجودة لكنّ الشيطان مثل البشر يتغيّر عبر الزمن ليواكب العصر ولازال يلتقط صورا لنفسه تماما كهذه الصورة صور عديدة تأمّلوا جيّدا صور التفجيرات,صور القصف في كلّ مكان الانسان كائن حيّ والأسد كائن حيّ قد يقتل ليأكل الغزلان وقد يقتل ليطرد الضباع من دياره لكن الموجودين بالصورة لماذا قتلوا هؤلاء؟ المسألة طويلة لايمكن أن يحتملها مقال تماما كالصورة التي لايمكن تحمّل رؤيتها كثيرا, عنصريّة أي أن يجد الإنسان نفسه أفضل من غيره (الإنسان) دينيّا\عرقيّا\اجتماعيّا وأن يعبّر عن ذلك بعنف.

الخميس، 22 أكتوبر 2009

لوحة (I and the Village)


في غربته عندما غادر مارك شاغال روسيا لم ينسَ تلك الأيّام الجميلة والتي حملها معه في حقيبته , أجمل مافي لوحاته الخيال الفانتازي الرائع والذي يصوّر الذكريات والذكرى والأيّام الجميلة كمشهد جذّاب ملوّن على مسرح الخيال ,ماأجمل أن نحاول فهم مايقوله شاغال في لوحاته ففي لوحته شخصٌ مقلوب يتجوّل وكأنّه يتذكّر تقلّبه بالديار,بريق عينيه وبريق الماشية والتي رسم على خدّها صورة يتذكّرها شاغال جيّدا ,الابتسامة والنظرة توحيان بالكثير من الكلام , لوحة وكأنّها تقول لازال لديّ الكثير لأقوله عن قريتي!.

الاثنين، 19 أكتوبر 2009

(الستارة) لميلان كونديرا


كتاب جميل للغاية أذهلتني قدرة كونديرا على لملمة ذاكرته المليئة بالروايات في إطار سرديّ مبسّط وكأنّه يحكي لنا قصّة لرواية! , الكتاب وكأنّه إجابةعلى سؤال موجّه لكونديرا يقول:حدّثنا عن حكاية الروايات؟ الكتاب تناول الرواية من الخارج وذكر كلّ الأشياء التي تتعلّق بالرواية والطرق التي أدّت إليها بالنهاية في عقل المؤلّف فالمؤلّف لايبدأ الرواية إلا بعد قصّة أو حكاية مسبقة تكون السبب في روايته,والأجمل من كلّ ذلك أنه تحدّث عن روائيين غائبين عن أنظارنا ومجهولين لأنّهم كانوا غارقين في امبراطوريّة الهابسبورغ المختلطة الأعراق والتي تتخذ من الألمانيّة لغة رسميّة, أفتقد لمعرفة العديد من اللغات ليتني أتّقنها لأقرأ ماحرمتني الترجمة منها , مقاطع أعجبتني من الكتاب:

1

"في رواية دستوفسكي لاتكفّ ساعة الحائط عن تحديد الوقت"

2

"الامتحان التولستوي للنثر في حادثة انتحار هو إذا إقدام عظيم(اكتشاف)لامثيل له في تاريخ الرواية ولن يكون له مثيلٌ أبدا"

3

"بين السياق الكبير العالميّ وبين السياق الصغيرالوطنيّ يمكن أن نتخيّل مرحلة لنقل سياقا متوسّطا,هذه المرحلة بين السويد والعالم هي اسكندنافيا وبالنسبة لكولومبيا هي امريكا اللاتينيّة فما هي بالنسبة لبولونيا وهنغاريا؟ حاولت في غربتي أن أصوغ الجواب على هذا السؤال"

4

"بعد المحاضرة حدث نقاش,بقي منه في ذاكرتي الشاعر جوزيف كينار _من جيل بلاتيني نفسه الميّت هو أيضا منذ سنوات_ الذي قصّ حكاية في معرض إجابته على النقاشات العلميّة:ثمّة صبي ينزّه جدّته العجوز العمياء يمشيان في الطريق ومن حين لآخر يقول الصبي"انتبهي ياجدّتي جذر شجرة"فتبادر السيدة العجوز إلى القفز معتقدة أنّها تسير على طريق غابة,يوبخ المارة الصبي الصغير"أيّها الصبي,أهكذا تعامل جدّتك؟" فيرد عليهم: "إنّها جدّتي أنا وأعاملها كما أشاء" ويستنتج كينار" "وهذه هي حالي مع شعري"

5

يقدّم سيرفانتس في روايته سردا طويلا لكتب الفروسيّة,يذكر عناوينها لكنّه لايجد دوما ضرورة للإشارة إلى اسم مؤلفيها,عندها لم يعد أحد يحترم المؤلّف وحقوقه يدخل في مجال الأخلاق"

6

"يدعو نبيل محبوب من الريف دون كيشوت إلى منزله الذي يسكنه مع اينه الشاعر,يتعرّف الابن الثاقب الفكر أكثر من أبيه فورا في الضيف على مجنون ويحلو له أن يحافظ ظاهريّا على حياده,ثم يدعو دون كيشوت الشاب للإقاء شيء من شعره,يتعجّل الفتى ويطيع,فيطنب دون كيشوت المديح لموهبته,يشعر الضيف بالسعادة ويداهن الضيف وينبهر بذكائه وينسى على الفور جنونه,من هو إذا الأكثر جنونا,المجنون الذي يمتدح ثاقب الفكر أم ثاقب الفكر الذي يصدّق مديح مجنون؟,لقد دخلنا في فضاء هزليّ آخر"

7

"لكن دون كيشوت يأبى اعتبار الخوذة طاسة حلاقة,فجأه يغدو موضوع في غاية البساطة ظاهريّا مشكلة,كيف يثبت أن طاسة الحلاقة الموضوعة فوق رأسٍ ليست خوذه؟"

8

"لنخرج السيّد انجليبير ولنتخيّل كرجل واقعيّ يشرع بكتابة سيرته الذاتيّة,لا,لن تشبه رواية جوهن! لأن السيّد أنجيلبير مثل معظم اشباهه اعتاد الحكم على الحياة بحسب بحسب مايمكن قراءته على الستارة المسدلة أمام العالم,يعرف أن ظاهرة الضجيج مهما بلغ انزعاجه منها ليست جديرة بالإهتمام بالمقابل الحريّة والاستقلاليّة والديموقراطيّة أو إذا نظرنا إليها من زاوية معارضة الرأس ماليّة والاستغلال واللامساواة أجل ومئة رجل,تلك هي المفاهيم الهامة والقادرة على إعطاء معنى للقدر,وعلى جعل المصيبة نبلا! لذلك,في سيرته الذاتيّة والتي أراه يكتبها والقطن في أذنه,يعطي أهميّة فائقة للإستقلال الذي استردّه وطنه ويندّد بأنانيّة الوصوليين,أمّا الوحوش ذات المحركات الانفجاريّة فأنزلها إلى أسفل الصفحة مجرّد إشارة إلى سأم طفيف يحمل إجمالا على الضحك"

9

"لا,ليس صحيحا أن الخير غائب أكثر مما ينبغي في رواية مدام بوفاري,العقدة هي مكان آخر:الحماقة حاضرة فيها أكثر مما ينبغي,وبسببها لايصلح شارل من أجل المشهد الخيّر التي تمنّت سانت بوف رؤيته,لكن فلوبير لايريد أن يصنع مشاهد خيّره يريد أن يصل إلى روح الأشياء وفي روح الأشياء روح جميع الأشياء الانسانيّة يرى في كلّ مكان جنيّة الحماقة الهيفاء ترقص,هذه الجنيّة الخفيّة تتكيّف مع الخير والشرّ مع المعرفة والجهل,مع إيما كما مع شارل,معكم كما معي,أدخلها فلوبير إلى مرقص ألغاز الوجود العظيمة"

10

"يستطرد هنريش: "لكي أوضّح فكرتي أفترض أن الساعة الحائطيّة المثاليّة يجب أن تبنى بحيث تعمل جيّدا حتّى لو غيرنا قطعها واستبدلنا السيّئة بالجيّدة والجيّدة بالسيّئة,بالتأكيد لايمكن تصوّر مثل هذه الساعة,لكن الإدارة لايمكن أن توجد إلا بهذا الشكل بالضبط وإلا ستختفي إذا نظرنا إليها من زاوية التطوّر الذي عرقته" ليس مطلوبا من موظّف أن يفهم الإشكاليّة التي تشغل إدارته بل أن ينفذ بحماس العمليّات المختلفة دون أن يفهم وحتّى دون أن يحاول فهم مايجري في المكاتب المجاورة,لاينتقد ريزاش البيروقراطيّة إنّما يشرح فقط سبب عدم قدرته كما هو على حاله على أن ينذر حياته لها مامنعه من أن يكون موظّفا"

11

"كتب غوته(العجوز غوته) في أحدى قصائده التهكميّة القصيرة: " أيّها الشاب أنت قوي برفقتك أمّا أنت أيّها العجوز فبعزلتك" في الحقيقة حين يبدأ فتيان مهاجمة أفكار معروفة وصيغ جاهزة يحبّون التجمع في عصابات"

12

"تعود إلى ذاكرتي كلمات سيوران بشأن الشباب وحاجتهم للدمّ والصراخ والضوضاء,لكنّني متعجّل لإضافة أن هؤلاء الشعراء الشباب الذين يبولون على جثّة روائيّ كبير لم يكفّوا عن أن يكونوا شعراء حقيقيّين وشعراء مثيرين للإعجاب كانت عبقريّتهم وحماقتهم تتدفّقان من النبع ذاته,كانو عدوانيين بعنف(غنائيّا) إزّاء الماضي ومخلصين بالعنف(الغنائيّ) ذاته للمستقبل الذي يعتبرون أنفسهم وكلاءه,والذي يرون أنّه يبارك بولهم الجماعيّ المرح"

13

"أتذكّر لقائي مع زملائي في الثانويّة بعد عشرين عاما من الباكالوريا,يخاطبني ج بفرح: "مازلت أراك تقول لأستاذنا في الرياضيّات:تبّا ياسيّدي الاستاذ!" والحال هذه فإن اللفظ التشكيليّ لكلمة تبّا نفرني على الدوام وكنت على ثقة تامة بانّني لم أقل ذلك,لكن جميع الناس من حولنا انفجروا ضاحكين,متظاهرين أنّهم تذكّروا تصريحي الظريف,أدركت أن تكذيبي وانكاري لن يقنع أحدا,فابتسمت بتواضع ودون احتجاج لأنّه وأضيف هذا إلى خجلي سرّني أن أرى نفسي وقد تحولت إلى بطلٍ يطلق كلاما بذيئا في وجه الاستاذ الملعون"

14

"قوّة النسيان التي تمحو وقوّة الذاكرة التي تحور"