الأربعاء، 28 أبريل 2010

_14_

اليوم أو الآن الساعة:07:18 بتوقيت لابتوبّي . على أهبة الانتظار - بانتظار مباراة برشلونة_قلبي_ vs إنتر ميلان لازالت الكثير من الأمور معلّقة لم أعد مستعدّا للتعبير عن فرحي وبهجتي في حضرة يومي طالما بقي مصير برشلونة معلّقا هكذا بالساعة الـ: 9:45 مساءً ستكون البداية لنهاية هذه الحالة . وكم هو بالي معلّق بماسيحدث لبرشلونة قلبي , الآن رأيت كيف أنّ الجُب ق قد يعصف بالمرء ان كان يحبّ فريقا فكنت أتساءل:ماذا لوكان انسيّا؟.

الاثنين، 26 أبريل 2010

غوستاف فلوبير وأشياء رائعة قد يتحدّث عنها من دون إدراكها أو الشعور بها



صاحب هذه الصورة هو صاحب أعظم رواية في التاريخ الفرنسي _كما يُذكر كثيرا_ لذلك اقتنيت تلك الرواية وكانت رواية مدام بوفاري.

قرأتها بالمرحلة الثانويّة ولم أجدها _وقتئذٍ_ إلا رواية عاديّة أو حكاية إمرأة تخون من أجل حبيبٍ أتى وزوج صالح بارّ بوالدته وماكان يثير دهشتي أن هذه الرواية أدخلت فلوبير للمحكمة! لم تكن الخيانة وغيرها من الأمور المكروهه بالرواية الفرنسيّة على أيّة حال فقلّما خلت روايات أدبائهم منها لكن لماذا فقط فلوبير؟ ولمَ لم أدرك سبب ضجّتها؟؟.


طبعا آخر عمل لفلوبير كان (ثلاث حكايات) قرأته في نفسه الفترة استمتعت بها كحكاية لكن لم أجد جديد لكن قبل شهرين تقريبا عدت وقرأتها من جديد ووجدتها عظيمة وعبقريّة كيف لروائيّ أن ينسج قضايا فكريّة عميقة جدّا وقضايا انسانيّة بحته ومشاكل فكريّة في عمق الانسان البسيط في عمق حكاية بسيطة تمرّ مرور الكرام على القارئ _مالم_ يدقّق كثيرا أو يتمهّل ويفسّر كلّما صادفه.


الرواية تحدّثت عن خادمة عاديّة ذات ماضي عاديّ وبسيط تعيش مع سيّدتها وأنهت حياتها في بيت سيّدتها كان هنالك ولد وبنت وابن اخت وجيران ولم يكن ذلك مهمّا كان فلوبير يتحدّث ويحكي كثيرا ولم تكن الحوارات كثيرة بالواقع لكن في هذه الحوارات وفي تلك الحكاية عندما كان فلوبير يصف ذهن الخادمة كان يقول الكثير الكثير من الخافي كيف لمؤمنة بسيطة وزاهدة أن تكون ملحدة بالواقع؟! في حين أنّها مؤمنة وربّما في قرارة نفسها كذلك الكثير من الأنماط الحياتيّة انتشلها فلوبير من مظرها الخارجيّ وأظهر لنا باطنها الكئيب والمرارة التعيسة من كان يتصوّر أغلب سكّان فرنسا كانوا كذلك أناس عاديين لكن من فرط حزنهم وتعاستهم لم يحسّوا بشيء كانوا كالمواد تماما أو كما قال المتنبّي لم يدركوا قيمة الآلام والتي تدلّ على وجود الحياة يوم قال:


وشكيتي فقد السقام لأنّه*** قد كان لما كان لي أعضاء


في هذه الحكاية صورة غير واضحة للمجتمع وهو يقوم بعدام أفراده إعدام حياتهم ويبقيهم أحياء لمجرّد العيش لاأكثر حتّى صار الدين جزءا من عادات ذلك المجتمع لاقيمة حقيقيّة له وإذا أردنا أن نعطي فلاشا واضحا لصورة من تلك يكفينا أن نقول بأنّ الخادمة تصوّرت عيسى بن مريم وهو يأتيها مشابها تماما لببغائها! لماذا الببغاء بالذات؟فعلا فلوبير لم يترك أيّ لحظة عابرة دون مساءلتها كان دقيقا جدّا في ذلك وعبقريٌّ للغاية وهذا ماجعلني أفكّر جديّا في إعادة قراءة روايته (مدام بوفاري).


الأربعاء، 7 أبريل 2010

أخيرا تعطّرت من (العطر) الذي صنعه زوسكيند



رواية:العطر للألماني:لباتريك زوسكيند

الرواية تتحدّث عن قاتل غريب والحكاية كلّها تدور حول عالم الروائح العالم المشابه تماما للعالم المرئيّ ان اعتبرنا بأنّ الانسان يعيش بواسطة حواسه الخمس خمسة أبعاد فالشمّ يؤلّف بعدا مستقلا إلأ أنّه ومع كافة الأبعاد يشكّل بعد الحياة التي يعيشها الانسان طبعا هنالك بعدٌ يكون سائدا أكثر من غيره كالنظر لكن ماذا لو كان الشمّ هو البعد السائد عند أحدهم؟! وهذا ماكان عليه جان-باتيست غرنوي باتريك اختار الزمن والمكان الأنسب لصنع روايته اختياره للقرن الثامن عشر جعله أمام عالمٍ عطريّ خصبٍ ومثير فالعطور كانت في ذلك الزمان مكوّنة من مواد طبيعيّة بالغالب وكان الغوص من خلالها يلهم الكاتب الكثير الكثير من الأمور عوضا عن استغلاله لحالة الناس في ذلك الزمان من معيشتهم ومعتقداتهم وعاداتهم يذهلني الروائيّ الذي يتحدّث عن عصرٍ ليس بعصره لكن بشكلٍ متقن وهذا دليل على دراسة ثريّة قام بها الروائيّ قبل كتابته للرواية وهو أمر كفيل بدبّ الاحترام في نفس القارئ انطلاقة زوسكيند للحديث عن فلسفته ونظرته وتحليلاته من خلال الرائحة كان جميلا للغاية لمس أشياء كانت إمّا نائمة أو غافية ولفت الانتباه لأمورٍ لم تكن ملفتة من قبل جان باتيست غرنوي كائنٌ بشريّ بل لنقل بشرٌ لايحمل أيدلوجيّة البشر

مممم لم أجد بالرواية إلا ملاحظات قليلة:


1- على ماأذكر بأنّه ذكر الفرنك في بداية الرواية والليرة في وسطها والعملة المتداولة في ذلك الزمن كانت الليرة فقط ! ربّما كان خطأ المترجم

2- كان قد ذكر بأنّ أحد قمم جبال البيرينيه يوازي خطّ طولها مدينة باريس! ولاأعتقد ذلك

لكن:

اختيار الزمن اختراع شخصيّة فريدة اختيار المجال الإحاطة بالظروف الزمكانيّة .. كلّ ذلك جعل الرواية في غاية الروعة والاتقان أعجبتني نظرتها وتحليلاتها وكذلك إثارتها.