الاثنين، 23 نوفمبر 2009

أمّاه لازال ذلك الصوت يزعجني

كان المكان مزدحماً بالناس وبالمتكوّمين فوق بعضهم البعض وكأنّهم يلوذون الى حضن أمٍّ كأنّها الإطمئنان ساعة الخوف! كان الجوّ رطباً,وكان حضن أمّي دافئاً ورطباً إلا أنّه كان يرتعش من شيء ما!,أسمع صوت أنين وبكاء وفي الأرض من تحتي ماء يتدفّق باضطراب خفيف كأنّ على الأرض جفن لعينٍ مضطربة تدمع!! ,أكان ذلك الأنين صوت بكاء الأرض ؟" أسمع صافرات الإنذار"أشباح الخوف تملأ المكان من أعين الناس عرفت بوجود تلك الأشباح وجهٌ مجعّدٌ رطبٌ من العرق والدمع وكأنّ تجاعيد وجهه تجاعيد إصبع بقي في الماء لفتراتٍ طويلة ,أذكر كم كنت أرى ذلك المنظر بشعٌ على الإصبع فكيف على الوجوه؟!"صوت صافرات الإنذار" هذه المرّة أرعب نومي وأيقظة
وفي لحظة يأسٍ قلت لأمّي:متى يكفّ عن الصراخ
فقالت:يوما ما سيسكت للأبد .. يوما ما سيسكت للأبد.. يوما ما سيسكت للأبد - ولازال صوتها !رغم مرور أعوام على الحرب لازال صوت صافرات الانذار يزعجني !! ,قلتها مرّة لأمّي واليوم لم أعد قادرا على قولها فماعادت أمّي موجودة ومع ذلك أعرف جيّدا بأن أمّي لم تكن تكذب فقد قالتها : سيسكت الى الأبد فهو ساكتٌ إلى الأبد فقط كان شبح الصوت يزعجني آآه ليتني قلتها كذلك لأمّي فلربّما مات ذلك الشبح إلى الأبد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق